نعم، وما كنت لأستطيع أن أتوقف عن أن أتمنى رضى الله بهدايتكِ إلى هذا المكان (١٩)".
وتركت مسز لوك لندن ضاربة عرض الحائط بمعارضة بعلها، ووصلت إلى جنيف (١٥٥٧) مع ابن، وابنة وخادمة. وماتت الابنة بعد ذلك ببضعة ايام، ولكن مسز لوك ظلت قرب نوكس وعاونت مسز بويز التي تقدمت بها السن، ولم تعد وقتذاك مصدراً للراحة كما كانت من قبل، في تلبية حاجات الواعظ. وليس لدينا دليل على وجود علاقات جنسية. ولا نسمع أي شكوى من مسز نوكس، بل إننا لا نكاد نسمع عنها على الإطلاق. إن هادم البيوت القديم سوف يتخذ لنفسه أماً، وكانت له طريقته باسم المسيح.
بل كانت له طريقته في كل شيء تقريباً. وكان مثل كثير من الظماء، صغير الجسم، بيد أن كتفيه العريضتين كانتا تنمان على القوة، ومحياه الصارم يدل على اليقين والتطلع إلى السلطة. شعر أسود وجبهة ضيقة وحاجبان كثيفان وعينان نفاذتان وأنف ينم على التطفل وخدان أسيلان وفم واسع وشفتان غليظتان ولحية طويلة، وأصابع مستطيلة، ونحن نجد في هذا تجسيداً للإخلاص والرغبة في السلطة، وهو رجل يتميز بنشاط مبعثه التعصب. وكان يحب الوعظ مرتين أو ثلاثاً كل أسبوع لمدة ساعتين أو ثلاثاً كل مرة، وكان علاوة على هذا يدير الشئون العامة ويوجه حياة الأفراد، فلا عجب "ألا أجد في الأربع والعشرين ساعة أربع ساعات أخلو فيها من العمل للراحة الطبيعية (٢٠) ". ويلطف من شجاعته، حياء يعتروه إلى حين، وكانت عنده بديهة تنبهه إلى الفرار من الموت وشيك الوقوع. واتهم بتحريض البروتستانت على القيام بثورة محفوفة بالمخاطر في إنجلترا أو إسكوتلندة في الوقت الذي بقي فيه في جنيف أو دبيب، ومع ذلك فإنه واجه عشرات الأخطار وندد بفساد نورثمبرلاند في وجهه وجاهر فيما بعد بالديمقراطية في وجه ملكة. ولم يكن في الإمكان شراؤه بالمال. وظن أو ادعى أن صوته هو صوت الله.