معنا"، واعملوا الذبح في كل من لم يباعوا بوصفهم رقيقاً. وروى أن إيفان ذرف الدمع حسرة على المغلوبين قائلاً: "إنهم ليسوا مسيحيين، ولكنهم رجال" وأسكن إيفان فلول المسيحيين في الأطلال. وهتفت روسيا بأنه أول سلافي يستولي على معقل تتري، واحتفلت بالنصر، كما احتفلت فرنسا بصد المسلمين في معركة تور سنة ٧٣٢. وفي ١٥٥٤ استولى إيفان على استراخان، وأصبح نهر الفولجا قناة روسية تماماً. وظلت القرم في يد المسلمين حتى ١٧٧٤. ولكن قوزاق نهر الدون أحنوا رءوسهم آنذاك لحم موسكو.
وما أن حرر إيفان حدوده في الشرق حتى ولى شطره متلهفاً نحو الغرب. وكان يراوده حلم تجارة روسية تتدفق غرباً وشمالاً عبر الأنهار الكبرى إلى البلطيق، وكان يحسد غرب أوربا على التوسع الصناعي والتجاري، وكان يلتمس للاقتصاد الروسي منفذاً يربط به نفسه بهذا التوسع. وفي ١٥٥٣ أرسل تجار لندن سير هبو ولفبي Hugh Willoughlby وريتشارد تشانسلر لايجاد طريق في المنطقة المتجمدة حول اسكنديناوة وصولا إلى الصين، فأبحرا من هاروك Harwich في ثلاث مراكب، وهلك اثنان من الملاحين في الشتاء في لابلند، ولكن تشانسلر وصل إلى الموقع الذي أسماه البريطانيون أركنجلسك، على اسم الملاك ميكائيل، وشق تشانسلر طريقه وسط مئات الأخطار والصعاب إلى موسكو، فعقد معه إيفان، ثم مع أنطوني جنكنسني فيما بعد، معاهدات تخول "شركة لندن والمسكوف" امتيازات تجارية خاصة في روسيا.
ولكن هذه المعاهدات كانت بالنسبة لإيفان مجرد ثقوب، ولم تكن باباً أو منفذاً إلى الغرب، وأراد أن يستجلب فنيين من ألمانيا، وحشد له من هؤلاء ١٢٣ في لوبك، ولكن شارل الخامس رفض السماح لهم بالخروج. وكان النهر الكبير دوينا الجنوبي يجري من قلب روسيا ألى البلطيق قرب