للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبيروقراطية والكنيسة تآمروا ضده وضد الدولة، وأنه لذلك "مع اشد الأسف" اعتزل الآن العرش، ليعيش في عزلة. أما البيان الثاني فقد أكد فيه لأهل موسكو أنه أحبهم وأن لهم أن يبقوا واثقين من نياته الطيبة دوما. والحق أنه نمسك بمحاباة العامة والتجار ضد الأرستقراطية، وقد شهد بذلك ما قامت به الطبقتان الوسطى والدنيا آنذاك، فقد انفجروا يرددون صيحات التهديد ضد النبلاء ورجال الدين، مطالبين بأن يشخص إلى القيصر وفد من الأساقفة والنبلاء، ليرجوه في العودة إلى العرش، وتم ذلك وقبل إيفان "أن يتولى أمر الدولة من جديد"، بشروط يحددها هو فيما بعد.

وعاد إيفان ألى موسكو في فبراير ١٥٦٥، ودعا الجمعية الوطنية من رجال الدين والنبلاء، وأعلن أنه سيعدم زعماء المعارضة ويصادر أملاكهم، وأنه من الآن فصاعدا سيتولى كل السلطة دون استشارة النبلاء أو الجمعية، وأنه سينفى كل من يخالف أوامره العالية ومراسيمه، ولما كانت الجمعية تخشى ثورة الجماهير فقد استسلمت وانحلت، وقرر إيفان أن روسيا سوف تنقسم في المستقبل إلى قسمين: الأول "زمستشينا Zemstchina أو مجموعة المقاطعات، ويظل تحت حكم النبلاء ومجلسهم "الدوما"، ويخضع لضريبة إجمالية يفرضها القيصر، ويكون تابعاً له في الشئون العسكرية والخارجية، ويكون فيما عدا ذلك حراً يتمتع بحكم ذاتي. والقسم الثاني "أوبرشنينا Oprichnina - الممتلكات المستقلة " يحكمه هو أى إيفان، ويتكون من الأراضي التي يخصصها هو "الطبقة المنفصلة Oprichniki " التي يختارها القيصر للشرطة ولادارة نصف المملكة هذا، ولحمايته من الشغب، ولتقوم بحمايته هو شخصياً، ولتقدم له الخدمات العسكرية الخاصة به. واختير الموظفون الجدد- وكانوا في البداية ألفاً وبلغ عددهم في النهاية ستة آلاف، اختيروا على الأخص من بين صغار أبناء النبلاء، ولما لم يكن لديهم