ويبدو أنه آخر الأمر، قد هدأت نفسه بالزواج، فلو فسرنا قصائده الرقيقة تفسيراً صحيحاً، فإنه وجد زوجة وأنجب عدة أطفال، قبل أن يحزم أمره بين النساء والخمر. ويبدو أنه في بعض أشعاره يرثيها ويتألم لفراقها:
"سيدتي، يا من حولت بيتي
إلى فردوس حين حللت به،
من عند الله أحاطها بعنايته، كانت طاهرة، مبرأة من الثم،
جميلة المحيا مثل القمر، عاقلة،
وعيناها ذواتي النظرة العطوفة الناعمة
كانتا تشعان فتنة لا حدود لها
ثم حدثني قلبي: هنا سوف يستقر بي المقام!
فإن هذه المدينة تتنفس بحبها في كل ركن منها.
ولكنها نقلت إلى عالم بعيد قصي،
للأسف لم يعرفه قلبي، وا أسفاه أيها القلب المسكين
إن نجماً خبيثاً شريراً أعمل أثره
فأرخى قبضة يدي التي كانت تمسك بها، ووحدها بعيداً
رحلت من كانت تسكن في صدري" (١١).
ومهما يكن من أمر فقد ألف المقام، وركن إلى العزلة الهادئة، وقلما ارتحل إلى خارج شيراز، وقال إنه يترك لقصائده أن تجوب الأرض بدلاً من شخصه، وكم دعى إلى بلاط كثير من الملوك والأمراء. واقنع للحظة وجيزة بقبول دعوة من السلطان أحمد بالاقامة في القصر الملكي في بغداد (١٢)،