السائدة في المجتمعات الأولى وحدثت خلال ذلك حلقات وسطى تم فيها الانتقال؛ فأهل مالينزيا كانوا يسلبون زوجاتهم سلباً، لكنهم كانوا يعودون بعدئذ فيجعلون هذه السرقة مشروعة بأن يدفعوا لأسرة الزوجة مبلغاً من المال؛ كذلك عند بعض أهالي غانة الجديدة كان الرجل يخطف الفتاة، وبينما هما في مخبئهما، يرسل أصدقاءه ليساوموا أباها في ثمنها؛ وأنه لممَّا ينير طريق التفكير أمامنا أن نذكر كيف يَسُهلُ التغلب بالمال على مقاومة الناس لوضع من الأوضاع الخلقية؛ فيروى عن أم من قبيلة "ماوري" Maroi أنها أخذت تبكي بصوت عالٍ، وتستنزل أمر اللعنات على الشاب الذي أختطفَ ابنتها، حتى جاءها هذا الشاب بهدية هي غطاء من الصوف، فقالت؛ "هذا كل ما أردته، أردت أن أظفر بهذا الغطاء الصوفي فجعلتُ أصيح بالبكاء"، لكن ثمن العروس كان يزيد عادةً على غطاء من الصوف، فثمنها عند الهوتنتوت ثور أو بقرة، وعند قبيلة "كرو" Croo ثلاثة أبقار وشاة، وعند "الكفير" يتراوح ثمنها من ست أبقار إلى ثلاثين، حسب المنزلة التي تنزلها أسرة الفتاة في المجتمع، وبين "التوجو" Togos ثمنها ستة عشر ريالاً تدفع نقداً، وستة ريالات تدفع عَيناً.
والزواج بالشراء يسود أصقاع أفريقيا جميعاً، وهو النظام المألوف في الصين واليابان. وكان شائعاً في الهند القديمة وعن اليهود القدماء، وفي أمريكا الوسطى قبل عهد كولمبس، وفي بيرو، بل لا تزال أمثلة منه في أوربا اليوم وهو تطور طبيعي لنظام الأسرة الأبوية، لأن الوالد يملك ابنته، وفي وسعه أن يتصرف فيها بما يراه مناسباً لا يحدد حقه في هذا إلا حدود ضئيلة؛ ويعبر عن هذا هنود أورنوكو بقولهم أن الخطيب يجب عليه أن يدفع للوالد ثمن تربيته لفتاة سينتفع بها هو ويحدث أحياناً أن تُعرض الفتاة في معرض للعرائس أمام جماعة من الرجال قد يكون منهم لها خطيب؛ وكذلك من عادة أهل الصومال أن يُزيّنوا