للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حياته ما يعاب عليه، لأنه حتى في أيام شبابه

لم يدمن على الخمر، ولم يقترف أياً من الجرائم

غير الطبيعية أولئك الذين جنحوا إلى تشويه أعماله وتصرفاته

أن يدسوا ضده شيئاً أسوأ من إفراطه في حب

زوجته … ومن الحقائق المعروفة جيداً أنه منذ

اتخذ منها خليلة شرعية، كان مخلصاً لها كل

الإخلاص، برغم أنه لا يوجد في القوانين ما يمنع

من اتخاذ خليلات كذلك (١٤) ".

إنه وصف جدير بالملاحظة، ولكنه يتسم بالملق الشديد. ولا ريب في أن سليمان كان أعظم وأنبل سلاطين آل عثمان، وأنه كان يضارع أي حاكم في عصره من حيث الكفاية والحكمة والخلق، ولكنا سوف نراه بين الحين والحين موصوماً بالقسوة والحقد والانتقام. ومهما يكن من أمر، فلنبدأ على سبيل التجربة، بالنظر إلى صراعه مع العالم المسيحي.

طال أمد الصراع العسكري بين المسيحية والإسلام آنذاك نحو ٩٠٠ سنة. فقد بدأ حين انتزع العرب المسلمون سوريا من الإمبراطورية، كما غزا فيها المغاربة المسلمون أسبانيا. وثأر العالم المسيحي لهذا الغزو، وفي الحروب الصليبية التي غطى فيها الطرفان أطماعهما الاقتصادية وجرائمهما السياسية بستار من شعارات دينية وحماس ديني، انتقم المسلمون بالاستيلاء على القسطنطينية والبلقان وطردت أسبانيا المغاربة. ودعا البابوات الواحد تلو الآخر إلى شن حملات صليبية جديدة ضد الأتراك، كما أقسم سليم الأول أن يشيد مسجداً في قلب رومه. واقترح فرانسوا الأول على الدول