وأصدر يوجينيوس الرابع، ونيقولا، كما سنرى، تشريعاً مقيداً لليهود، ولكن بالنسبة لسائر البابوات كما يقول جرايتز "من بين سادة إيطاليا كان البابوات أكثرهم وداً وصداقة لليهود" (١٠) وكثير منهم: الإسكندر السادس، يوليوس الثاني، ليو العاشر- تجاهلوا المراسيم القديمة، وعهدوا بحياتهم إلى أطباء يهود. وشاد كتاب يهود معاصرون، شاكرين، بالأمن الذي تمتع به قومهم في ظل بابوات أسرة مديتشى (١١). وكان أحدهم وهو كليمنت السابع، "صديقاً كريماً لإسرائيل (١٢).
ويقول مؤرخ إسرائيلي عالم:
إن هذا كان ذروة عصر النهضة. واعتبر جماعة
متعاقبة من البابوات المثقفين المهذبين المترفين
المشهود لهم بالحكمة في روما أن تقدم الثقافة جزء هام
من عملهم في تعزيز المصالح الدينية للكنيسة
الكاثوليكية. "ولذلك اتجهوا من أواسط القرن
الخامس عشر، فما بعده، إلى التغاضي عن التفاصيل
المزعجة في القانون الكنسي .... وإلى إظهار التسامح
الكبير مع غير الكاثوليك. وكان رجال المصارف
المقرضون اليهود يشكلون جزءاً لا يتجزأ من الحركة
الاقتصادية في ممتلكاتهم، على حين أن البابوات وهم
رجال دنيا واسعوا الآفاق، قدروا كل التقدير مناقشتهم
مع الأطباء اليهود وغيرهم ممن اتصلوا بهم. ومن ثم
فإن هؤلاء البابوات أهملوا إهمالاً يكاد يكون تاماً كل
التعليمات والقواعد التي كان آباء الكنيسة قد أصدروها،
وصنفها في عداد القوانين مجلساً لاتيران الثالث
والرابع. ولما رأى سائر إيطاليا هذا المثل