وشريعته. وضم كلفن تهمة "التهود" إلى آثام سرفيتس السيئة، وسلم الأسباني بأن دراساته العبرية أثرت عليه في مناقشة لاهوت التثليث. وأعاد حكم كلفن في جنيف إلى الأذهان تسلط الكهنة في إسرائيل القديمة. واتهم زونجلى بأنه متهود لأنه درس العبرية مع اليهود، وبنى كثيراً من عظاته وتعليقاته على النص العبري للتوراة. واعترف بأنه مفتون باللغة العبرية:
لقد ألفيت "اللغة المقدسة" فوق كل ما يعتقده الناس، لغة مهذبة رشيقة جليلة. وعلى الرغم من فقرها في عدد الكلمات، فإن أحداً لا يشعر بهذا النقص، لأنها تستخدم حصيلتها من الألفاظ بأساليب شتى. والحق أنى قد أجرؤ على القول بأن الإنسان إذا أدرك جلالها ورشاقتها، لوجد أنه ليس هناك لغة أخرى تستطيع أن تعبر عن الكثير بمثل هذا العدد القليل من الألفاظ، وبمثل هذه التعابير القوية. وليس ثمة لغة مثلها غنية بأساليب التصوير المتعددة الجوانب الزاخرة بالمعاني. وليس هناك لغة مثلها تبهج القلب وتنفذ إليه بسرعة (٢١).
ولم يكن لوثر متحمساً إلى مثل هذا الحد. وقال شاكياً:"كيف أبغض قوماً يقحمون على الناس لغات كثيرة كما يفعل زونجلي، فقد تحدث على المنبر باليونانية والعبرية في همبرج"(٢٢). وهاجم لوثر في نزق شيخوخته وخرفه، اليهود وكأنه لم يتعلم منهم شيئاً. وليس ثمة إنسان بطل في رأى دائنه. وفي نشرة عن "اليهود وأكاذيبهم"(١٥٤٢) أفرغ لوثر وابلاً من الحجج ضد اليهود، على أنهم كانوا قد أبوا أن يرتضوا المسيح إلهاً، وأن ما عانوا طوال حياتهم أثبت غضب الله عليهم، وأنهم دخلاء على أراضي المسيحيين، وأنهم كانوا وقحين في ثرائهم القائم على الربا، وأن التلمود أجاز الخداع والسرقة والسلب وقتل المسيحيين، وانهم سمموا العيون والآبار، وذبحوا