للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فعلاً إلى جسد المسيح ودمه، وقال الملك "لقد صعقت لهذه الجريمة البشعة، وإني لا يعوزني حسن الإدراك إلى حد يجعلني أومن بأنه يمكن أن يكون هناك دم في القربان (١٩)، ولكن بموت هذا الملك المتشكك، انتهت فترة المشاعر الطيبة بين الحكومة واليهود في بولندة.

وعاش اليهود حقبة من الزمن في سلام في ألمانيا في العصور الوسطى. وعملوا بجد ونشاط على طول المنافذ التجارية النهرية الكثيرة، وفي المدن الحرة والثغور، وحتى رؤساء الأساقفة أنفسهم كانوا يطلبون ترخيصاً من الإمبراطور لإيواء اليهود. وبمقتضى المرسوم البابوي (١٣٥٥) شارك الإمبراطور شارل الرابع الناخبين الإمبراطوريين امتيازهم في الانتفاع باليهود، أي حق الناخبين في استقبال اليهود في دوائرهم، وحمايتهم واستخدامهم، وابتزاز أموالهم. وفي ألمانيا، كما كان الحال في إيطاليا، تلهف الطلاب على تفهم التوراة في نصوصها الأصلية ومن ثم درسوا العبرية. وحفز النزاع بين رخلين وبفركورن إلى هذه الدراسة، كما قوت طباعة التلمود كاملاً لأول مرة (١٥٢٠) من هذا الحافز.

وبلغ تأثير اليهودية ذروته في الإصلاح الديني. ومن الوجهة الدينية، كان هذا الإصلاح رجوعاً إلى أصل العقيدة البسيطة والأخلاق الصارمة في صدر المسيحية اليهودية. فإن عداء البروتستانتية للصور الدينية والتماثيل، كان عوداً إلى عداء السامية "للصور المنحوتة". واحتفلت بعض الفرق البروتستانتية بيوم السبت (مثل اليهود). وإن إنكار عبادة العذراء، وعبادة القديسين ليقترب كثيراً من التوحيد الصارم عند اليهود. كما أن ارتضاء القساوسة الجدد للزواج والجنس، جعلهم أشبه بأحبار اليهود، منهم بالكهنة الكاثوليك. إن نقاد رجال الإصلاح الديني اتهموهم "بالتهود"، وأسموهم "أشباه اليهود" أو "أنصاف اليهود" (٢٠). وقال كارلستاد نفسه إن ملانكتون (من رجال الإصلاح اللوثري في ألمانيا) أراد أن يرجع إلى موسى