للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإسلام، نجد الدين والقانون والأخلاقيات شيئاً واحداً لا يتجزأ. فقد اعتقدوا أن الدين يتمشى مع الحياة على طول الخط. وفي ١٣١٠ صاغ الحبر يعقوب بن أشر القانون والطقوس والأخلاقيات اليهودية في "أربعة لوائح"، حلت محل "تعاليم الأحبار" التي وضعها ابن ميمون (١١٧٠)، مع سجل وضعت فيه كل تشريعات التلمود وأحكام الجيونيم Geonim، واصبحت كلها ملزمة لجميع اليهود في كل مكان. وأصبح كتاب "الجداول الأربعة" المرشد المتفق عليه أية قوانين حبرية أو أحكام حتى ١٥٦٥،.

وقوضت مصائب القرنين الرابع عشر والخامس عشر أركان التنظيم الاجتماعي لدى اليهود، ومات من الأحبار، كما مات من القساوسة، عدد كبير جداً، في الموت الأسود، ووضعت عمليات الاضطهاد والطرد وحياة اللاجئين، خاتمة للقانون اليهودي. ووجد يهود أيبريا من العسير عليهم أن يتقبلوا لغات وأعراف الجاليات اليهودية التي عرضت انضمامها إليهم، فأقاموا معابد خاصة بهم واحتفظوا بلغتهم الإسبانية أو البرتغالية. ووجدت في كثير من المدن تجمعات منفصلة من اليهود الإسبانيين أو البرتغاليين أو الإيطاليين أو اليونانيين أو الألمان، ولكل طائفة حبرها وعادتها وصدقاتها وأحقادها (٧٦). وفي وسط هذه الأزمة أنقذت الأسرة اليهودية شعب اليهود، فإن الإخلاص المتبادل بين الآباء والأبناء، وبين الأخوة والأخوات هيأ جواً من الاستقرار والأمن. وانتهت قرون الفوضى في الأعراف والعادات اليهودية عندما أصدر الحبر يوسف كارو من صفد كتاب "تنسيق الشريعة Shulchan Aruch" ( البندقية ١٥٦٤ - ١٥٦٥)، سجل فيه الدين والقانون والأعراف اليهودية مرة أخرى، ولكن مذ بنى كارو تشريعه على اليهودية الإسبانية أساساً، فإن يهود ألمانيا وبولندة أحسوا بأنه لم بول إلا عناية يسيرة لتقاليدهم وتفسيراتهم للقانون. وأضاف الحبر موسى إسرل Esserles من كراكاو إلى "تنسيق الشريعة" "تنسيق التنسيق" (١٥٧١) صاغ فيه