خلافات الأشكنازي مع قانون كارو الذي كان في معظمه أسبانيا. وبهذا التنقيح بقي كتاب "تنسيق الشريعة" حتى وقتنا هذا مرجع اليهود ذوي العقيدة الصحيحة، وكأنه "جستنيان أو بلاكستون" إذا قلت عن اليهودي إنه امتثل لكل التعاليم التي وردت في "تنسيق الشريعة" فهذا ذروة المديح والثناء.
ولما كانت صياغة جرت للقانون اليهودي مبنية على التلمود، فيمكن - أو هل يمكن؟ - أن نتصور الذعر الذي تابع به اليهود تقلبات كتابهم المقدس الثاني. وفي القسم الأدبي من التلمود، وهو قسم أقل وثوقاً، ويسمى "هجادة Haggada"، توجد بعض أجزاء تهزأ ببعض معتقدات مسيحية معينة، وقد مهد اليهود المتحولون إلى المسيحية طريقهم إليها بسخريتهم من هذه الأجزاء. ووقف العمل بالتلمود بأسره. وعلى الرغم من هذه الحركات التي بلغت ذروتها في حملة بفركورن على رخلين، شجع ليو الثالث طبع التلمود لأول مرة (الندقية١٥٢٠)، ولكن جوليوس الثالث دلل على انتهاء عصر النهضة بأن أمر محكمة التفتيش بإحراق نسخ التلمود الموجودة في إيطاليا (١٥٥٣)، واقتحمت بيوت اليهود، وأخذت آلاف من النسخ، واشتعلت النيران في الهواء الطلق في الكتب اليهودية في رومه وبولونيا ورافنا وفيرارا وبادوا والبندقية ومانتوا. على أن ميلان رفضت الإذعان لمرسوم الإحراق (٧٧). وناشدت الجمعيات اليهودية البابا أن يلغى مرسومه، وظل هو يماطل والكتب تحرق. ولكن بيوس الرابع بأنه يمكن طبع التلمود بعد إخضاعه للرقابة. وبعد ذلك راقب اليهود المنشورات والمطبوعات الخاصة بهم (٧٨).
وبقى "الزهار Zahar" وهو نص "القبالة" اليهودية. سليمان لم يمس بسوء لأن بعض العلماء الكاثوليك ذهبوا إلى أنهم وجدوا فيه أدلة على ألوهية المسيح. وكان الزهار قد كتب ١٢٩٥ بقليل، بوصفه حلقة من سلسلة