وأعلن كثيرون منهم عن اعتقادهم بأن داود كان هو "المخلص"، وأجرى ديوجو بيرز - وكان قد تنصر وأصبح سكرتيراً للملك، أجرى لنفسه عملية الختان، ليثبت يهوديته، وغير اسمه إلى سليمان مولخو، وأخذ طريقه إلى تركيا وأعلن أن داود هو البشير "المخلص" الذي سوف يصل هو بشخصه في سنة ١٥٤٠. ولم يكن روبيني قد ادعى أنه المخلص أو البشير بمجيئه، وإنما كان دجالاً حالماً، أراد مالاً وسفناً وأسلحة. وأثار هرب بيرز (مولخو) شكوك الملك جون، فأمر روبيني بمغادرة البلاد، ورحل داود، وأوقف على شاطئ أسبانيا وقبضت عليه محكمة التفتيش. وأمر شارل الخامس، بإطلاق سراح روبيني، مرضاة للبابا كليمنت على ما يبدو. وقصد روبيني إلى البندقية (١٥٣٠)، واقترح على السناتو وجوب تسليح أوربا، للقيام بهجوم ضد الأتراك.
وفي الوقت نفسه جاء إلى أنكونا، وحصل على جواز مرور من البابا، وتجول في إيطاليا، وبشر باليهودية بحرارة وحماس في روما. ولما سعت محكمة التفتيش إلى القبض عليه، بوصفه منتصراً مرتداً، أنقذه كليمنت وأخرجه سالماً من المدينة. وعلى الرغم من أن ملخو كان قد فقد آنذاك إيمانه بداود روبيني، فإنه انضم إليه في مهمة طائشة إلى راتسبون، حيث توسلا إلى شارل الخامس أن يمد المتنصرين بالسلاح ليحاربوا المسلمين. ولكن شارل قبض عليهما وأحضرهما معه إلى مانتوا. وهناك حكم على ملخو بالإعدام حرقاً. وفي اللحظة الأخيرة صدر عنه عفو إمبراطوري شريطة عودته إلى المسيحية، فأبى ورحب بالاستشهاد (١٥٣٢). وأرسل روبيني إلى أسبانيا وهناك ألقت به محكمة التفتيش في غيابه السجن، ومات حوالي ١٥٣٦، والظاهر أنه مات مسموماً، وزحف يهود أوربا كسيري القلوب إلى معازلهم وتصوفهم ويأسهم.