بأكسفورد، وكلية ماجدلين بكمبردج. وقامت اللجنة الملكية التي أوفدها كرومويل إلى أكسفورد وكمبردج (١٥٣٥) لتستولي الملك على براءاتهما وأوقافهما بإخضاع الكلية والمنهج للإشراف الحكومي. وهكذا قضى بضربة عاجلة على سلطان الفلسفة الكلامية في إنجلترا، وذرت في الريح-حقيقية لا مجازاً-أعمال دنزسكوتس (١٢)، ونحن القانون الكنسي جانباً، وشجعت الدراسات اليونانية واللاتينية، وصبغ المنهج بالصبغة العلمانية إلى حد كبير-ولكن الدجماطيقية لم تمت. فقد اشترط قانون صدر في ١٥٥٣ على جميع طلاب الدرجات الجامعية أن يتعهدوا كتابة بقبول "مواد الدين الانجليكانية".
أما في فرنسا وفلاندر الكاثوليكيتين فقد تدهورت الجامعات لا من حيث أوقافها وعدد طلابها، بل من حيث قوة الحياة الفكرية وحريتها. وفتحت جامعات جديدة في رامس ودواي وليل وبيزانسون. ونافست جامعة لوفان جامعة باريس في عدد الطلاب (٥٠٠٠)، وفي الدفاع عن لون من الكاثوليكية التقليدية بداً متطرفاً حتى في نظر البابوات. وكان طلاب جامعة باريس كثيرين (٦٠٠٠)، ولكنها لم تعد تجتذب أي عدد مذكور من الطلاب الأجانب أو تتسامح كما كانت تفعل إبان عنفوانها في القرن الثالث عشر مع خميرة الأفكار الجديدة المنشطة. أما كلياتها فسيطرت عليها كلية اللاهوت-السوربون-حتى كاد يصبح هذا الاسم مرادفاً لاسم الجامعة. ورأى مونتيني في منهج اللاهوت والآداب القديمة المنقاة نمطاً سطحياً من الاستذكار والامتثال. أما رابليه فلم يتعب من ذم الشكليات المدرسية والتدريبات المنطقية السائدة في السوربون، وضياع سني الدراسة في مناظرات أبعدت في حرص عن الاهتمام الفعلي بالحياة الإنسانية. وأما كليمان مارو فقد صرح بقوله "إنني على استعداد للتضحية عن طيب خاطر بنصيبي في الجنة لو أن هؤلاء الوحوش الكبار (أي