أخفى مرة ثانية أنه مؤلف الكتاب، ولكن الشكوك الكثيرة حامت حوله، وحق له أن يخشى أن تطالب السوربون برأس الكتاب البذيء بعد أن حملت الملك في ركابها. وهنا بادر جان دبلليه مرة أخرى إلى إنقاذه، واختطف الكنسي الطيب الذي أصبح الآن كردينالاً ذلك الأديب الطبيب، والكاتب البذيء، من مخبئه في ليون وأخذه إلى روما (١٥٢٥). وكان من حظ رابليه أن يجد على كرسي البابوية رجلاً مستنيراً. فاغتفر له بولس الثالث إهماله واجباته الديرية والكهنوتية وأذن له بممارسة الطب. وعكف رابليه- على سبيل التعويض والتفكير- على تنقية الطبعات التالية من كتابه، "المؤيد يومئذ تأييداً مضاعفاً"، من الفقرات التي تسيء إساءة شديدة إلى الذوق التقليدي. ولما احتال عليه إتيين دوليه فنشر دون إذنه طبعة غير منقاة، شطب اسمه من قائمة أصدقائه. ثم عاد إلى الدرس في مونبلييه برعاية الكردينال، ونال الدكتوراه في الطب، وحاضر الجماهير الكبيرة هناك، ثم عاد إلى ليون ليستأنف حياته طبيباً وأديباً. وفي يونيو ١٥٣٧ ذكر دوليه أنه في درس تشريح شرح أمام جماعة من الطلاب جثة مجرم نفذ فيه حكم الإعدام.
بعد هذا لا نعرف عن حياته المتقبلة غير نتف من هنا وهناك. كان في حاشية الملك خلال الاجتماع التاريخي بين فرانسوا الأول وشارل الخامس في إيجمورت (يوليو ١٥٣٨). وبعد عامين نجده في تورين طبيباً لجيوم دبلييه، شقيق الكردينال، بعد أن أصبح سفيراً لفرنسا في سافوا. وحوالي هذه الفترة وجد الجواسيس في رسائل رابليه فقرات أحدثت ضجة في باريس فسارع إلى العاصمة وواجه الموقف بشجاعة. ثم برأه الملك (١٥٤١)، وعلى الرغم من تنديد السوربون من جديد بجارجانتوا وبنتاجرويل عين فرانسوا المؤلف المطارد في وظيفة حكومية صغيرة هي وظيفة مأمور العرائض، ومنحه إذنا رسمياً بنشر