للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجزء الثاني من بنتاجرويل الذي أهداه رابليه شاكراً إلى مارجريت النافارية. وقد أثار هذا الجزء من الاضطراب في أوساط اللاهوتيين ما رأى معه رابليه أن من الحكمة أن يلتجئ إلى متز، وكانت يومها جزءاً من الإمبراطورية. وهناك قضى عاماً يشتغل طبيباً بمستشفى المدينة (١٥٤٦ - ٤٧). وفي ١٥٤٨ رأى أن لا خطر عليه في الرجوع إلى ليون، وفي ١٥٤٩ عاد إلى باريس. وأخيراً حصل له جماعته من رجال الكنيسة على وظيفة قسيس لأبرشية مودون الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة مباشرة، وهكذا عاد هذا الكهل المزعج، المطارد، إلى ثيابه الكهنوتية. ويبدو أنه وكل إلى مرءوسيه أداء واجبات وظيفته الدينية واكتفى بالانتفاع بإيرادها (٢٨). وكان على قدر علمنا لا يزال قسيس مودون حين نشر ما هو الآن الجزء الرابع من كتابه (١٥٥٢)، وفي هذا الموقف شيء من الشذوذ. وقد أهداه إلى أوديه كردينال شاتيون، بإذن منه على الأرجح، وواضح أنه كان في فرنسا إذ ذاك بين رجال الكنيسة نفر أوتوا ثقافة كرادلة النهضة الإيطالية وتسامحهم. على أن السوربون نددت بالكتاب، وحظر "البرلمان" بيعه. وكان فرانسوا الأول ومارجريت قد ماتا، ولم يجد رابليه حظوة لدى هنري الثاني المكتئب المزاج. فغاب عن باريس حيناً ثم عاد إليها سريعاً. وهناك مات بعد مرض طويل. وتروي قصة قديمة أنه حين سئل عن فراش الموت إلى أين يتوقع أن يمضي أجاب "أما ماض لأبحث عن "ربما" كبيرة" (٢٩) إنها أسطورة، ويا للأسف.

ب- جارجانتوا

تنبئ مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب (أو الجزء الثاني في الأصل) للتو بمذاق الكتاب كله ورائحته:

"يا أشرف السكارى وأذيعهم صيتاً، وأنتم يا أغلى الفتيان المرحين،