أقمصتهن في أعلى ظهورهن، فقاضى النساء في المحكمة، ولعله كان خاسراً دعواه، ولكنه هدد بأن يبدأ عادة مماثلة في سراويل الرجال، وهنا أمرت المحكمة بأن يترك النساء فتحة متواضعة ولكنها سالكة من الأمام (٢ - ١٧). وحدث أن غضب بانورج من امرأة احتقرته، فرش ثوبها وهي راكعة للصلاة في الكنيسة بسائل حيوان مدلل شديد الشهوة، فلما قامت تبعها جميع كلاب باريس الذكور- وعددها ٦٠٠. ٠١٤ في ولاء إجماعي لا يعرف الكلل (٢ - ٢١، ٢٢). ويولع بنتاجرويل بهذا الوغد تخفقاً من الفلسفة، برغم أنه أمير بلغ غاية التهذيب، فيدعوه لمصاحبته في كل رحلاته.
وبينما تمض القصة في جذل إلى الجزء الثالث يناقش بانورج موضوع زواجه بين وبين نفسه وبينه وبين غيره. فيعدد ما للمشروع وما عليه خلال مائة صفحة فيها المشرق، والكثير فيها ممل، ولكننا في هذه الصفحات نلتقي بالرجل الذي تزوج امرأة خرساء، والفقيه الشهير بريدلجوس الذي ينتهي إلى أكثر أحكامه سلامة برمي الزهر، وتستوحي مقدمة الجزء الرابع لوكيان فتصف "مجمعاً للآلهة" في السماء، وجوبيتر يشكو من الفوضى اللا أرضية، التي تسود الأرض، والثلاثين حرباً المستعرة في وقت واحد، والكراهية المتبادلة بين الشعوب، وانقسامات اللاهوتيين، وأقيسة الفلاسفة "فماذا نحن فاعلون بهذه الحرب حرب راموس وجالان- هذين اللذين يحرشان باريس كلها بعضها ببعض؟ "- ويشير عليه الإله بريابوس بأن يحول هذين البطرسين Pierres إلى صخرتين ( Pierres) ، وهنا نرى رابليه يسطو على تورية من الكتاب المقدس.
ثم يعود إلى الأرض فيسجل في الجزئين الرابع والخامس (١) رحلات
(١) نشر الجزء الرابع في ١٥٦٢ بعد موت رابليه بتسع سنوات. ولعل الخمسة عشر فصلاً الأولى قد خلفها رابليه (٣١)، أما الفصول الاثنان والثلاثون الباقية فنسبتها إليه مشكوك فيها.