للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طويلة أشبه برحلات جلفر، خرج فيها بنتاجرويل وبانورج والأخ يوحنا وأسطول يوتوبي ملكي ليبحثوا عن "معبد القارورة المقدسة"، وليسألوا هل يحسن بيانورج أن يتزوج. وبعد عشرات المغامرات، وبعد التنديد بأصوام "الصوم الكبير"، وبكارهي البابا من البروتستنت، وبعباد البابا من المتعصبين، وبالرهبان، وبتجار الآثار المزيفة، وبالمحامين (القطط ذات الفراء)، وبالفلاسفة الكلاميين، وبالمؤرخين، تنتهي الرحلة إلى المعبد. وعلى بوابته كتابة يونانية تقول: "إن في النبيذ لحقاً". وفي نبع قريب قارورة غمرت في النبيذ إلى نصفها ينبعث منها صوت يقرقر قائلاً "ترنك"، وتقول الكاهنة باكبوك: إن النبيذ خير الفلسفات، وإن "ما يميز الإنسان ليس الضحك بلا شرب .... النبيذ الرطب اللذيذ". ويسعد بانورج أن تؤيد الكاهنة ما كان يعرفه طوال الوقت، فيصمم على أن يأكل ويشرب ويتزوج ويتحمل العواقب كما يخلق الرجال، وهو ينشد أغنية عرسية بذيئة، ثم تصرف باكبوك الجماعة بعد أن تمنحها هذه البركة "ليحفظكم ذلك المحيط الفكري الذي يوجد مركزه في كل مكان، ولا يوجد له نهاية في أي مكان، والذي تدعوه الله، في رعايته القوية القادرة". (٥ - ٤٧). وهكذا تختتم القصة العظيمة بمزيج مثالي من البذاءة والفلسفة.

د- مضحك الملك

أي معنى يتوارى خلف هذا الثراء، وهل من حكمة في هذا السيل الدافق من المرح الفاليرني- البريابي؟ يقول رابليه وهو يجري الكلام على لسان أحد حمقاه "نحن مهرجي الريف فينا شيء من الجلافة، نميل إلى تحطيم الألفاظ وتفكيك أوصالها". (٥ - ١٨). إنه يحب الألفاظ، وعنده منها معين لا ينضب، وهو يخترع مئات من الكلمات الجديدة