كونت بالاتين، يبلغ ارتفاعه ست بوصات ونصفاً، وعرضه مثل هذا لبدانته، وله وجه وليد أعوام من النهم. هنا ترى الفكاهة الألمانية أكثر ما تكون انطلاقاً.
أما فخر الفن الألماني فقد ظل في التصوير. فقد أدرك هولبين دورر، ثم لحق بهما كراناخ، وألف بالدونج جرين، وألتدورفر، وأمبرجر، صفاً ثانياً مشرفاً. فأما هانز بالدونج جرين فقد اكتسب شهرته برسم لوحة لمذبح كاتدرائية فرايبورج إيم- برايسجاو، ولكن لوحة "العذراء ذات الببغاء" أكثر جاذبية، وتبدو فيها فتاة تيوتونية ممتلئة الوجه ذات شعر ذهبي، وببغاء تنقر خديها. وأما كرستوفر أمبرجر فرسم صوراً أنيقة، ويحتفظ متحف ليل بلوحة "شارل الخامس" التي يبدو فيها مخلصاً، ذكياً، في أول عهده بالتعصب. وفي "صورة رجل" المحفوظة بمعهد الفن بشيكاغو وجه مهذب دقيق القسمات. وأما ألبرشت التدورفر فيتميز بين هذه المجموعة الصغيرة بغنى مناظره الطبيعية. ففي لوحته "القديس جورج" يكاد الفارس والتنين يختفيان وسط محيط من الشجر المتزاحم، وحتى لوحته "معركة أرابيلا" يتوه فيها الجيشان المقتتلان وسط الكثير من الأبراج والجبال والمياه والسحاب والضياء. وتعد هاتان اللوحتان، مضافاً إليهما لوحته "وقفة خلال الهروب إلى مصر"، ومن طلائع التصوير الصادق للمناظر الطبيعية في عصرنا الحديث.
اتخذ لوكاس كراناخ الأب اسمه من مسقط رأسه كروناخ في فرانكونيا العليا. ولا نكاد نعرف عنه أكثر من هذا إلى أن عين في الثانية والثلاثين من عمره مصوراً للبلاط لدى الناخب فردريك الحكيم في فتنببرج (١٥٠٤). وقد احتفظ بوظيفته في البلاط السكسوني، سواء في فتنبرج أو في فايمار، زهاء خمسين عاماً. وقابل لوثر، وأعجب به،