للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصوره المرة بعد المرة، ورسم لبعض كتابات المصلح صوراً كاريكاتورية للبابوات، على أنه رسم أيضاً صوراً لبعض أقطاب الكاثوليك أمثال دوق ألفا وألبرشت رئيس أساقفة ماينز. وقد أوتي عقلية تجارية عملية، فحول مرسمه إلى مصنع لتصوير الأشخاص ورسم الصور الدينية، وإلى جوار المرسم باع الكتب والعقاقير، وأصبح عمدة لفتنبرج في عام ١٥٦٥، ثم مات شبعان مالاً وأياماً.

كان التأثير الإيطالي خلال ذلك قد وصل إلى فتنبرج. وهو واضح في جمال الصور الدينية التي رسمها كراناخ، وأوضح في صوره الأسطورية، وأكثر وضوحاً من هذه وتلك في صورة العارية. وقد أصبح مجمع الآلهة الوثنية ينافس الآن مريم والمسيح والقديسين كما نافسهم في إيطاليا، بيد أن روح الفكاهة الألمانية يضفي الحيوية على التقليدي المتوارث، وذلك بالسخرية من آلهة ماتوا ولم يعد هناك ما يخشى منهم. من ذلك أن لوحة كراناخ "حكم باريز" رسمت العاشق الطروادي (الذي أغوى هيلانه) بمضي إلى فراشه للنوم بينما الحسان المنتفضات من البرد ينتظرن حتى يستيقظ ويقضي بينهن. وفي لوحته "فينوس وكيوبيد" تبدو إلاهة الحب في جسدها العاري كالعادة، إلا من قبعة ضخمة- وكأن كراناخ يلمع في خبث إلى أن الرغبة وليدة العادة، بحيث يمكن تهدئتها بإضافة غير مألوفة. ومع ذلك فقد أقبل الناس على لوحة فينوس، وأخرج كراناخ منها- بمساعدة غيره- أكثر من عشرة أشكال لتضيء في فرانكفورت، ولننجراد، والقاعة البورجية، والمتحف المتروبوليتاني للفن … وفي فرانكفورت تخفي فينوس مفاتنها ليستشفها الناظر من خلف خيوط رقيقة كنسيج العنكبوت، وهذه أيضاً تستخدم في لوحة "لوكريشيا" ببرلين، إذا تتأهب في ابتهاج لافتداء شرفها بطعنة من خنجر صغير. وفي لوحة "حورية الربيع" (نيويورك) رسم كراناخ