نوفارا، تتلمذ من قبل على ريجيو مونتانوس، وانتقد ما في نظرية الفلكي بطليموس من تعقيد سخيف، وعرف تلاميذه بقدامى الفلكيين اليونان الذين تشككوا في ثبات الأرض ووضعها المركزي. فقد كان من رأي فيلولاوس البيثاجوري، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، أن الأرض وسائر الكواكب تدور حول هستيا، وهي نار مركزية لا نراها لأن كل أجزاء الأرض المعروفة تحول بعيداً عنها. وقد روى شيشرون أن هيكيتاس السيراكيوزي، وهو من فلكي القرن الخامس ق. م. أيضاً، كان يعتقد أن الشمس والقمر والنجوم ثابتة، وأن حركتها الظاهرية مرجعها دوران الأرض حول محورها. وذكر أرخميدس وبلوتارخ أن أريستارخوس الساموسي (٣١٠ - ٢٣٠ ق. م.) رأى أن الأرض تدور حول الشمس، وأنه اتهم بالضلال، وأنه عدل عن رأيه، ويقول بلوتارخ أن سلوقس البابلي أحيا الفكرة في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان من الجائز أن ينتصر هذا القول بوضع الشمس المركزي في العصور القديمة، لولا أن كلوديوس بطليموس الإسكندري أكد من جديد، في القرن الثاني بعد الميلاد، نظرية وضع الأرض المركزي، وأكدها بقوة وعلم كبيرين بحيث قل من جرؤ بعده على تحديها. وكان بطليموس نفسه قد قرر أن على العلم وهو يحاول شرح الظواهر الطبيعية أن يتبنى أبسط ما يمكن من فروض متفقة مع الشاهدات المسلم بها. ومع ذلك فإن بطليموس، كهيبارخوس من قبله، حين أراد تفسير حركة الكواكب الظاهرية، اضطرته نظرية وضع الأرض المركزي إلى افتراض مجموعات معقدة تعقيداً محيراً من الدوائر الصغيرة ( epicycles)