بين الناس رأي خاطئ عن الخليقة كما وردت في سفر التكوين لبطلت كل وعود المسيح وفقد ديننا حياته كلها" (٤٩). وأهم كتب الجيولوجيا التي صدرت في النصف الأول من القرن السادس عشر كتاب ألفه جروج أجريكولا (هذا فضلاً عن آراء ليوناردو المبعثرة هنا وهناك). تأمل هذه الفقرة من كتابه De ortu et causis subterranoerum ( بال ١٥٤٦) عن منشأ الجبال: "تتكون التلال والجبال بفعل قوتين، إحداهما قوة المياه، والأخرى قوة الرياح، ويجب أن نضيف إليهما النار التي في باطن الأرض … ذلك أن السيول تجرف أولاً التربة اللينة، ثم تحمل التربة الأكثر صلابة، ثم تدحرج الصخور، وهكذا تحفر السهول أو السفوح في بضع سنوات و … ونتيجة لهذا الحفر في عصور كثيرة يتكون مرتفع ضخم … هو الأنهار … والأنهار تحدث نفس النتيجة باندفاعها وجرفها، ولذا كثيراً ما ترى جارية بين جبال شامخة كونتها هذه الأنهار، أو بقرب الساحل الذي يحفها … وتكون الرياح تلالاً وجبالاً بطريقتين … إما بتحريك الرمال وإثارتها بعنف، وإما بكفاحها للخروج بقوة .... بعد أن تكون قد دفعت إلى شقوق الأرض الخفية"(٥٠).
أما كتاب أجريكولا De natura fossilium، (١٥٤٦) فأول بحث منسق عن علم المعادن، ويحتوي مقاله De metallica على أول بحث نسقي عن علم الطبقات، وفيه كما رأينا أول تعليل للرواسب المعدنية.
أما الأثنوغرافيا (علم نشوء الأعراق) فقد أتحفتنا بكتابين كبيرين: أولهما Cosmographia universalis (١٥٤٤) ، لسباستيان مونستر، وثانيهما Descriptio Africa، (١٥٥٠) لليو الأفريقي Leo Africanus. كان الحسن بن محمد الوزان مسلماً من غرناطة، وقد تنقل في أرجاء أفريقيا ووصل جنوباً إلى السودان