ومضى الكشف الجغرافي المثير قدماً. فارتاد سبستيان كابوت تحت الراية الأسبانية الأرجنتين وأورجواي وبراجواي. واخترق دي سوتو فلوريدا وولايات الخليج حتى بلغ أوكلاهوما. واكتشف بدرو دي الفرادو إمبراطورية تكساس، واخترق فرانشسكو دي كورنادو أريزونا وأوكلاهوما حتى بلغ كانزاس. وبدأت مناجم بوتوزي في بوليفيا تبعث بفضتها إلى أسبانيا (١٥٤٥)، وكانت خريطة العالم الجديد ترسم سنة بعد سنة بالذهب والفضة والدم. وتخلف الإنجليز والفرنسيون في هذه القارة الكبرى لأن أرجاء أمريكا الشمالية التي تركها لهم الأسبان والبرتغال كانت فقيرة في معادنها النفيسة، وعرة في غاباتها. وأبحر جوت رت بحذاء ساحل نيوفوندلند ومين. وبعث فرانسوا الأول بجوفاني دا فيرانانو ليبحث عن مسلك شمالي غربي إلى آسيا، فرساً على كارولينا الشمالية، ودخل ميناء نيويورك (التي تذكره بتمثال عند بطاريتها)، ودار حول رأس كود حتى وصل مين. وأبحر جاك كارتييه وهو يرفع على فرنسا مصعداً في السانت لورنس حتى بلغ مونتريال، مدعماً بذلك دعوى فرنسا بحقها في امتلاك كندا.
على أن أعظم المغامرات إثارة في هذا الجيل الثاني من أجيال الارتياد فيما وراء المحيط هي الدوران حول الكرة الأرضية. كان فرناو دي ماجالايس برتغالياً قد شارك بنشاط في كثير من الرحلات والغزوات البرتغالية، ولكنه انتقل إلى خدمة أسبانيا بعد أن غضبت عليه حكومته، وفي عام ١٥١٨ أقنع شارل الأول (الخامس) بأن يمول بعثة تبحث عن ممر جنوبي غربي آسيا. ولم يكن الملك الشاب قد أصاب يومها ما أصاب من ثراء بعد هذا، لذلك كانت السفن الخمس التي أعطاها لماجلان عتيقة بالية حتى أن أحد القباطنة