ولم يعرف أن امرأة ظهرت في حياته بعد البلوغ. وحين كان في التاسعة أغرقت أمه نفسها، ولعل هذا هو السبب في رحيل الوالد والولد إلى فيلاخ بالتيرول. وتقول رواية متواترة أن فلهلم كان يقوم بالتدريس هناك في مدرسة للمناجم ويشتغل بالكيمياء القديمة على سبيل الهواية. ولا بد أنه كان مناجم بقرب المدينة ومصنع لصهر المعادن، ومن المحتمل أن يكون فيليب قد تعلم هناك طرفاً من الكيمياء التي سيحدث فيها ثورة في دنيا العلاج.
ولما بلغ الرابعة عشرة قصد هايدلبرج للدراسة. وتكشف طبعه القلق في انتقاله السريع من جامعة لأخرى-فرايبورج، وإنجولشتات، وكولونيا، وتوبنجن، وفينا، وأرفورت، وأخيراً (١٥١٣ - ١٥) فيرارا-ولو أن هذا التنقل بين دور العلم كان مألوفاً في العصور الوسطى. وفي عام ١٥١٥، التحق فيليب-وقد سمى نفسه الآن باراسيلسوس-حلاقاً صحياً في جيش شارل الأول ملك أسبانيا، دون أن يحصل على درجة جامعية. فلما انتهت الحملة عاد إلى حياة الترحل. وهو يزعم أنه مارس الطب في غرناطة، ولشبونة، وإنجلترا، والدنمرك، وبروسيا وبولندة، ولتوانيا، والمجر، و "غيرها من الأقطار"(٧٢) وكان في سالزبورج إبان حرب الفلاحين عام ١٥٢٥، وعالج جروحهم وتعاطف مع أهدافهم. وقد ولع حيناً بالاشتراكية، فهو يندد بالمال، والفائدة، والتجار، ويدعو للشيوعية في الأرض والتجارة، وللمساواة بين الناس في الأجور (٧٣). وفي كتابه الأول المسمى " Archidoxa" ( أي الحكمة العظمى-١٥٢٤) رفض اللاهوت وامتدح التجربة العلمية (٧٤). ولما قبض