الخامس، وظهرت بموافقته. ووجدت أربع راهبات قبلن الانضمام إليها، وكرس دير القديس يوسف الجديد في عام ١٥٦٢ في شارع ضيق من شوارع آبلة. وكانت راهباته يلبسن صنادل من الحبال، وينمن على القش ويصمن عن اللحم، ويلتزمن ديرهن لزوماً دقيقاً.
ولم يرق رهبات الدير الأقدم-وعددهن ١٨٠ - هذا الفضح البسيط لأساليب حياتهن المتهاونة. وأمرت رئيسة الدير تريزا بأن تستأنف ارتداء ثوبها الأبيض السابق، ولبس حذائها، وأن تعود إلى دير التجسد، زاعمة أنها التزمت قِبلها بنذر الطاعة. وأطاعت تريزا. ودينت بخطيئة الكبرياء، وحبست في صومعتها. وقرر مجلس المدينة إغلاق دير القديس يوسف، وأوفد أربعة رجال أشداء لإجلاء الراهبات اللاتي لم يعد لهن الآن رئيسة. ولكن العذارى لابسات الصنادل قلن "إن الله يريدنا أن نمكث هاهنا، فنحن إذن ماكثات". ولم يجرؤ الموظفون القانونيون القساة على إكراههن على الجلاء. أما تريزا فقد قذفت الرعب في قلب الرئيس الكرملي الإقليمي حين أومأت إليه أنه إنما يسئ إلى الروح القدس بوضعه العراقيل في طريق خططها؛ فأمر بالإفراج عنها. وغادرت الدير معها أربع راهبات، وسارت النسوة الخمس إلى دارهن الجديدة وسط الثلوج. وحيا الراهبات الأربع القدامى تريزا " Madre أما" لهن وهن سعيدات، وأصبحت الآن معروفة في أسبانيا كلها تقريباً باسم تريزا يسوع، صديقة الله الحميمة.
وكان نظام رهبنتها يتسم بالمحبة والبهجة والحزم. فالبيت موصد في وجه العالم، لا يسمح للزوار بدخوله، والنوافذ مكسوة بالقماش، والأرض المبلطة هي الأسِرة والموائد والمقاعد. وبني في الجدار قرص دائر، وأي طعام يضعه الناس على نصفه الخارجي يقبله الدير بشكر، ولكن ليس للراهبات أن يستجدين. وكن يكملن ما نقص من قوتهن