الغالي" وأشباهها من روايات الفروسية. ولما بلغ السابعة أرسل ليكون تابعاً للدون جوان فيلاسكويز دي كويللار، وبفضله أتيح له بعض الاتصال بالبلاط الملكي. وحين بلغ الرابعة عشرة أحب جرمين دفوا. الملكة الجديدة لفيناند الكاثوليكي، ولما حان وقت تقليده رتبة الفروسية اختارها مليكة له، ولبس شعارها، وحلم بالفوز بمنديل مخرم من يدها جزاء انتصاره في مباراة للفروسية (٢٧). على أن هذا لم يمنعه من الدخول في الغراميات والمشاجرات العارضة التي كانت نصف حياة الجندي. ولم يحاول إخفاء هذه الأعمال الطائشة الطبيعية في سيرته الذاتية، البسيطة الأمينة، التي أملاها في ١٥٥٣ - ٥٦.
ثم انتهى شبابه الخلي حين عين للخدمة العسكرية العامة في بانبلونة عاصمة نافار. وهناك أنفق أربع سنوات يحلم بالمجد ولا يفتح عينيه إلا على حياة رتيبة. وواتته الفرصة لكي يثبت كفايته، فقد هاجم الفرنسيون بانبلونة، وشدت بسالة إينيجو أزر المدافعين، ولكن العدو استولى على القلعة، وأصيبت ساق إينيجو اليمنى بكسر من قذيفة مدفع (٢٠ مايو ١٥٢١). وترفق المنتصرون به، وجبروا عظامه، وأرسلوه على نقالة إلى حصن أسلافه. ولكن العظام أخطئ جبرها، فاقتضى الأمر كسرها وجبرها من جديد. ثم تبين أن العملية الثانية أسوأ من سابقتها، لأن جدعة من العظم برزت من الساق. واستقامت العظام بعد عملية ثالثة، ولكن الساق أصبحت الآن أقصر مما ينبغي. وظل إينيجو الأسابيع يعاني عذاب جبيرة جعلته ضعيفاً عاجزاً يشكو ألماً لا يبرحه.
وخلال أشهر النقاهة الطويلة المملة طلب كتباً، لا سيما قصة مثيرة عن الفروسية والأميرات اللاتي يتهددن بالخطر. ولكن مكتبة القلعة لم يكن بها سوى كتابين لا ثالث لهما: أولهما "حياة المسيح" بقلم لودلفوس، أما الثاني فيحكي سير القديسين. Flos sanctorum، وضاق الجندي ذرعاً بالكتابين أول الأمر، ثم تسلطت عليه صورتا المسيح ومريم،