ويواصل الكاثوليكي العصري الحجة مروراً بكل ناحية من نواحي الحياة العصرية فيقول "لقد كان إصراركم على الإيمان دون الأعمال مدمراً، فأفضى إلى دين توارت برودة القلب فيه خلف ورع العبارة، وكاد البر أن يموت طوال مائة عام في مراكز انتصاركم. ولقد قضيتم على سر الاعتراف وخلفتم مئات التوترات في نفوس البشر الذين تتنازعهم الغريزة والحضارة، وها أنتم أولاء تعيدون متأخرين ذلك النظام الشافي تحت أشكال مريبة. ولقد دمرتم جل المدارس التي أنشأناها، وأضعفتم الجامعات التي أسستها الكنيسة وطورتها حتى أشرفتم بها على الموت. إن قادتكم يسلمون بأن تمزيقكم الإيمان أدى إلى تدهور خلقي خطر في ألمانيا وإنجلترا. فلقد أطلقتم على الناس فوضى من الفردية في الأخلاق والفلسفة والصناعة والحكم. ولقد انتزعتم من الدين كل بهجته وجماله، وملأتموه بدراسة الشياطين وبالرعب، وحكمتم على الجماهير الكبيرة من الناس باللعنة الأبدية لأنهم "مرفوضون"، وعزيتم قلة وقحة بفخر "الاختيار" والخلاص. لقد خنقتم نمو الفن، وحيثما انتصرتم ذبلت الدراسات القديمة. لقد صادرتم أملاك الكنيسة لتعطوها للدولة والأغنياء، ولكنكم تركتم الفقراء أفقر مما كانوا، وأضفتم الاحتقار إلى فقرهم وتعاستهم. لقد تغاضيتم عن الربا والرأسمالية، ولكنكم حرمتم العمال أيام الراحة المقدسة التي منحتهم إياها كنيسة رحيمة. لقد رفضتم البابوية لا لشيء إلا لتمجدوا الدولة، وأعطيتم الأمراء الأنانيين حق تقرير ديانة رعاياهم، واستخدام الدين سنداً لحروبهم. لقد فرقتم بين الأمة والأمة، وقسمتم كثيراً من الأمم والمدن على ذواتها؛ لقد حطمتم الضوابط الأدبية الدولية على القوى القومية، وخلفتم فوضى من القوميات المقتتلة. لقد أنكرتم سلطان كنيسة أسسها ابن الله باعترافكم، ولكنكم أقررتم الملكية المطلقة، ومجدتم حق الملوك الإلهي. ودمرتم وأنتم لا تدرون