أي شيء تقريباً، حتى الأعداء، وتجب حماية الصناعة الوطنية زمن السل، حتى لا تعتمد الأمة على المنتجات الأجنبية زمن الحرب، ومن ثم عوقت الحكومات الاستيراد عن طريق الرسوم الجمركية، وشجعت التصدير عن طريق الاعانات، وتكونت "شركات التجارة" لبيع المنتجات الإنجليزية في الخارج وهيأ "التجار المغامرون". الإنجليز منفذاً للصادرات في همبرج. ورأس أنطوني جنكنسون بعثة تجارية إلى روسيا (١٥٥٧) وأخرى إلى إيران (١٥٦٢)، وذهبت بعثة أخرى إلى الهند (١٥٨٣ - ١٥٩١). وأنشئت لجنة إنجليزية تركية (١٥٨١). وأسست الشركة المسكوفية في ١٥٩٥، وشركة الهند الشرقية الشهيرة في التاريخ في ٣١ ديسمبر ١٦٠٠، وكان المسرح ممهداً لهستنجز وكليف. وقام عشاق البحر أو المال بمغامرات فبر المحيطات بحثاً عن طرق جديدة للتجارة. وكان علم الجغرافيا، من بعض النواحي، نتيجة غير مقصودة لحماستهم. وقامت حركة ضخمة لبناء السفن، بحثاً عن الأسواق والمستعمرات. وتحولت أخشاب غابات إنجلترا إلى سفن وصوار. وشرعت بريطانيا تتحكم في الأمواج وتحكم البحار. وولدت الإمبراطورية البريطانية قولاً وعملاً.
ولما انتشرت التجارة واتسع مجالها، تطورت النظم المالية لتيسير عملياتها وتعجيلها. وتضاعف عدد المصارف. وفي ١٥٥٣ أنشأ "التجار المغامرون" شركة مساهمة مشتركة للتجارة مع روسيا، أصدرت ٢٤٠ سهماً قيمة كل منها ٢٥ جنيهاً، وكانت الأرباح توزع بعد كل جولة. ويعاد رأس المال المستثمر (١٥). ومولت شركة الهند الشرقية رحلاتها بمثل هذه الطريقة. وأدت الأرباح التي بلغت ٢ slash١ ٨٧% في أول رحلة إلى اندفاع المساهمين إلى الاشتراك في المشروع أو المغامرة الثانية-ومنهم رجال البلاط، والقضاة، ورجال الدين، والفرسان، والأرامل، والعوانس، والحرفيون. وأحب الرجال والنساء آنذاك حباً جماً، كما هو الحال اليوم تماماً. وكان قد حرم الفوائد على القروض حتى ١٥٥٢، بوصفها "رذيلة ما أقبحها (١٦) "، ولكن القوة المتزايدة لرجال الأعمال في مجلس العموم، أدت إلى صدور "قانون الربا" في ١٥٧١، وقد ميز هذا القانون بين الفائدة والربا،