يستعملنها فيتزين بيوتهن وشعورهن، واعتاد شكسبير أن يعطر بها شعره-زهرة الربيع، الزنبق، صريمة الجدي (شجيرة أزهارها غنية بالرحيق) وزهر العليق الجميل، والقرنفل الملتحي، والأدريون (القطيفة)، وزهرة كيوبيد وزنبقة الوادي، وغيرها كثير، بالإضافة إلى الورود البيضاء أو الحمراء .... ويقول بيكون:"أن الله سبحانه وتعالى غرس حديقة، لولاها لكانت الأبنية والقصور التي شيدها الإنسان فظة غير مقبولة (٤١) ".
وغالباً ما تكلفت زينة المرء أكثر كثيراً من زخرفة بيته. ولم يبز أي عصر من العصور عصر إليزابث في فخامة الثياب. وكان من بين نصائح بولونيس قوله:"إن الثياب مرهون بما تستطيع أن تدفع". وعند الطبقات الميسورة اجتمعت كل الأزياء من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، لتعوض الإنسان عما سلبته إياه الشهوة والزمن. وسخرت بورشيا من الشاب فالكنبردج قائلة:"أظنه اشترى صداره من إيطاليا وسرواله القصير من فرنسا، وقلنسوته من ألمانيا وسلوكه من كل مكان (٤٢) ". وضربت إليزابث مثلاً ونموذجاً للتزين، إلى درجة أنه في عصرها تغيرت الأزياء مراراً وتكراراً، لأن محاكاة الناس لها بشكل عام، كادت تمحو الفروق الطبقية. وتبدي شخصية من شخصيات "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً Much Ado Adout Nothing" " الحزن والأسف على أن" تغير الأزياء يفني من الثياب أكثر مما يفنيه الإنسان (٤٣). وحاولت قوانين الإنفاق أن تضع حداً لهذا الاضطراب والفوضى في حياكة الملابس، فصدر قانون ١٥٧٤ ليعالج "التبذير والضياع عند عدد كبير من الشبان الذين يلبسون ما يملكون من أرض فوق ظهورهم". وحرم هذا القانون على غير الأسرة الحاكمة، والدوق والمركيز والارل، لبس اللون الأرجواني، أو الحرير أو القماش الموشى بالذهب، أو فراء السمور، كما حرم على غير البارونات وذويهم لبس الفراء والمخمل القرمزي، أو الأصواف المستوردة، والملابس المطرزة بالذهب أو الفضة أو اللؤلؤ (٤٤)، ولكن سرعان ما أمكن التهرب من هذه القوانين، لأن البرجوازية الطامعة استنكرتها لا لأنها مثيرة للاستياء والغضب فحسب، بل لأنها كذلك تعوق التجارة، فألغيت في ١٦٠٤.