وصور يحس بها المرء إحساساً أعمق، وعبارات استخدمت بذكاء أكثر مما سمع أو عرف في المسرح الأليزابيثي من قبل. وهنا كانت عشرات من "الأبيات العظيمة" مما حدا بجونسون أن يمتدحها، وقطع تتسم بجمال شجي، حتى لقد ذهب سوينبرن إلى أنها فريدة من نوعها.
وأعجل التهليل والهتاف مارلو، فأسرع الخطى، وكتب بكل ما أوتي من قوة الروح أعظم أعماله:"التاريخ الفاجع لدكتور فاوست"(١٥٨٨؟). إن أخلاق العصور الوسطى التي ربما أقرت "أن بهجة المعرفة ببجة يعروها الحزن والأسى (٥٥)، وأن في المزيد من الحكمة مزيداً من البلية (٥٦) " كانت قد دمغت اللهفة الجامحة على المعرفة بأنها إثم عظيم، بيد أن طموح العصور الوسطى تحدى هذا الخطر، حتى إلى حد مناشدة السحر والشيطان بغية الوقوف على أسرار الطبيعة وقواها. وإن مارلو ليمثل فاوست على أنه طبيب ويتنبرج العالم الشهير الذي يتميز غيظاً من الحدود الضيقة لمعرفته وعمله، ويحلم بوسائل سحرية تجعله يحيط بكل شيء علماً.
إن كل شيء يتحرك بين القطبين الساكنين
سوف يكون تحت أمري …
وهل أجعل الرواح تأتيني بكل ما أريد،
وتبدد كل غموض والتباس.
وتقوم بكل مغامرة يائسة أبتغيها؟
سأجعلها تطير إلى الهند من أجل الذهب
وتنقب في المحيطات وراء لآلئ الشرق
وتفتش في كل أركان الدنيا المكتشفة حديثاً
من أجل الفاكهة الشهية وكل ألوان النعيم والترف،
وسأجعلها تتلو على غرائب الفلسفة.
وتقص على أنباء الملوك الأجانب (٥٧).
وبناء على نداء منه، يظهر مفستوفيلس، ويعرض عليه أربعاً وعشرين سنة من السعادة والقوة، شريطة أن يبيع نفسه إلى لوسيفر ويوافق فاوست ويوقع