العقد بدم ذراعه المقطوعة. وكان أول مطلب له هو أن يأتيه بأجمل فتاة في ألمانيا لتكون زوجة له، "أنني شهواني لعوب داعر"، ولكن مفستوفيلس يثنيه عن الزواج، ويقترح بدلاً منه مجموعة متعاقبة من الخليلات والمحظيات. ويطالب فاوست بهيلين غادة تراوده، فتاتي إليه ويغرق هو في غمرة النشوة والابتهاج:
هل هذا هو الوجه الوحيد الذي هاجم ألف سفينة
وأحرق أبراج ترواده الشاهقة؟
أيتها الجميلة هيلين امنحيني الخلود بقبلة منك …
آه … إنك أحلى من نسم المساء
مكسوة بجمال ألف من النجوم
وعولج المشهد الأخير في قوة هائلة: التوسل الأخير إلى الله في شيء من الرحمة، أو على الأقل في فترة من اللعنة والعذاب-"فليعش فاوست ألف سنة بل مائة ألف سنة في الجحيم، لينجو في النهاية"-ثم اختفاء فاوست عندما آذنت الساعة بحلول منتصف الليل، وسط ضجة هائلة من السحب المعتمة المصطدمة بعضها ببعض. وتنشد الفرقة الموسيقية كلمات تخليد ذكراه- وذكرى مارلو:
انقطع الغصن الذي نما وترعرع مستقيماً عالياً،
واحترق فرع الغار الذي يكلل أبوللو
ربما استطاع مارلو، في هذه الروايات، أن يظهر ميوله الخاصة نحو المعرفة والجمال والقوة، ولكن تطهير العواطف، أو أثر التنقية والتنظيف- ذلك الذي عزاه أرسطو إلى المسرحية المأساوية، كان يظهر في المؤلف أكثر منه في الجمهور المشاهدين. وفي مسرحية "يهودي مالطه"(١٥٨٩؟) تأخذ الرغبة في القوة شكلاً متوسطاً من جشع المال والثروة، وتدافع عن نفسها في الخطبة التي ألقاها مكبافل: