ومرة أخرى نجد أن بارباس مقرض النقود صفة واحدة مجسدة، هي الجشع إلى حد الكراهية لكل من يعوق سبيل مكاسبه في صورة ساخرة بغيضة عولجت برذائل مهيبة.
لقد تعلمت في فلورنسة كيف أقبل يدي
وأرفع ذراعي عندما ينادونني يا كلب،
وأتوارى ذليلاً مثل أي أخ عاري القدمين
أملاً في أن أراهم يموتون جوعاً في حظيرة (٥٨).
وإنه، وهو يدقق التأمل في مجوهراته، يهتز طرباً "لثروته التي لا حد لها، في غرفة صغيرة (٥٩) " وعندما تستعيد ابنته حقائب أمواله المفقودة، يصيح في خليط من المشاعر، سبق بها شيلوك، "آه يا ابنتي، ذهبي، ثروتي، بهجتي (٦٠) "، وفي هذه الرواية قوة تكاد تكون ضراوة، وفيها وخز بالألقاب وقوة في العبارة، أدت بمارلو، بين الحين والحين، إلى الاقتراب كثيراً من شكسبير.
وكان أشد اقتراباً منه في رواية إدوارد الثاني (١٥٩٢)، فلما أن توج الملك الصغير أرسل إلى صديقه الإغريقي "جافستون، وأغدق عليه بسخاء القبلات والمناصب والموال، فثار النبلاء الذين أهملهم وخلعوا إدوارد الذي اتجه إلى الفلسفة، فنادى رفاق الباقين: