ما يماثل مفاجأة هملت، أو الذم الشديد للحياة في الملك لير، كريولانوس، تيمون، ماكبث،. إن شكسبير هو شكسبير يسرق الموضوعات والقطع والعبارات والأبيات، من كل مكان، ومع ذلك فهو أعظم الكتاب في كل الأزمان أصالة وامتياز وخلقاً وإبداعاً.
وتكمن الأصالة في اللغة والأسلوب والخيال والفن المسرحي والدعابة وأشخاص الرواية والفلسفة. فلغته أغنى اللغات في كل الأدب: فهناك خمسة عشر ألف لفظ، بما فيها المصطلحات الفنية وشعارات النبلاء ورموزهم، والموسيقى والألعاب والمهن، ولهجات المقاطعات: ولهجات رواد الأرصفة في الشوارع، بالإضافة إلى ألف من الابتكارات المتعجلة أو البطيئة- Occulted, Unkenneled, Fumitory, Burnet, Spurring … لقد استساغ ألفاظاً، ونقب في مختلف أركان اللغة وجوانبها، وأحب الألفاظ عامة، فانسابت منه في حيوية دافقة، مرحة، فإذا ذكر اسم زهرة، فانه لا بد يتابع حتى يسمي اثنتي عشرة زهرة، وإن الألفاظ نفسها ليفوح منها عبير الزهر. وأجرى على ألسنة الأشخاص في رواياته كلمات متعددة المقاطع يتشدقون بها ويدورون بها حول المعنى. وكان يخرب في النحو والصرف تخريباً لطيفاً، فيحول الأسماء والصفات، بل حتى الظروف إلى أفعال، ويقلب الأفعال إلى صفات، كذلك الضمائر إلى أسماء، ويضع فعل الجمع للفاعل المفرد، أو الفعل المفرد للفاعل الجمع، ولكن لم يكن هناك حتى ذاك الوقت استخدام للنحو ولا الصرف في الإنجليزية ولا قواعد لهما. ولقد كتب شكسبير على عجل، ولم يتيسر له وقت فراغ للندم.
وللأسلوب الرائع "الأنيق المتميز الباروكي (٣٠) "(يتسم بالزخرفة والتعقيد والصور الغريبة) نقول إن لهذا الأسلوب أخطاء ثروته غير الخاضعة لقانون: في عبارات متكلفة أو ملتوية بشكل غريب، وصور بعيدة الغور، وتلاعب باللفظ معقد بشكل مرهق، وتورية وسط المأساة، ومجازات واستعارات يهبط بعضها فوق بعض في فوضى وتناقض، وتكرارات لا حصر لها، وتفاهات مبتذلة حافلة بالحكم، وهنا وهناك كلام منمق مملوء بالمرح الصاخب والهراء تتشدق به أبغض الأفواه غير