للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرغوب فيها. ولا شك أن التعليم الكلاسيكي ربما هذب وبسط الأسلوب، وقضى على التورية والغموض، ولكن تدبر، ماذا عسانا كنا نفقد حينئذ؟ ولعله كان يفكر في نفسه حين أورد وصف أورايانو باعتباره رجلاً على لسان فرديناند:

إن لديه في مخه داراً لسك العبارات،

وإن عباراته لتسلب الألباب

وكأنها الإيقاع الساحر.

ولكني أحتج، أحب أن أسمعه يكذب (٣١)

ومن هذه الدار صدرت عملة من العبارات تكاد تكون عالمية: شتاء استيائنا (٣٢)، تضييع وقت السلم سدى (٣٣)، أريد أباً للفكر (٣٤)، قل الحق وأخجل الشيطان (٣٥)، يسكن الريح في هذا الركن (٣٦)؟ لا يستقر قرار للرأس الذي يحمل التاج (٣٧). يطلي الزنبق (٣٨)، لمسة واحدة من الطبيعة تجعل العالم كله أسرة واحدة (٣٩)، أي حمقى هؤلاء البشر المعرضون للفناء (٤٠). إن الشيطان ليستطيع أن يقتبس من الأسفار المقدسة ما يخدم غرضه (٤١)، جنون منتصف الصيف (٤٢) طريق الحب الصادق ممتلئ بالأشواك+، ألبس قلبي على كمي (أحمل رأسي فوق كفي) (٤٤)، في كل بوصة ملك (٤٥)، قدر الطاقة (٤٦)، الإيجاز روح الفطنة (٤٧)، .. وربما كان هذا تلميحاً لنا للاكتفاء بهذا القدر. هذا إلى جانب ألف مجاز واستعارة قد نفيد منها "قد نرى الأشرعة نحمل وينتفخ بطنها بالريح الفاجرة (٤٨) ". كما أن هناك قطعاً بأكملها تكاد تكون مألوفة بنفس القدر، مثل العبارات: آنية أزهار أوفيليا المضطربة، أنطوني أمام جثة قيصر، كليوباترا تحتضر، لورزنزو على موسيقى الكون، كما أن هناك ذخيرة من الأغاني: "من هي سيليفيا (٤٩) "؟، "هارك! القبرة تغرد على باب السماء (٥٠) "، "أبعدوا، أبعدوا هذه الشفاه عني (٥١) "، وربما حضر جمهور نظارة شكسبير من أجل هذه الزخارف، ومن أجل القصص معاً.

"إن الخيال ليتمثل المجنون والعاشق والشاعر منضمين في صورة واحدة (٥٢) "، واجتمع في شكسبير اثنان من هؤلاء، وربما مس الثالث مساً. إنه ليخلق في كل رواية عالماً، ولا يقنع بهذا، فيملأ الإمبراطوريات والغابات والمروج المتخلية بسحر