معظم اللوردات وأطلقوا لأنفسهم العنان في ظل مرحها وبهجتها. وتذمر نوكس وزمجر بأنهم سحروا. وفوضت الملكة موري ولثنجتون في تدبير شئون المملكة، فقاما بالمهمة خير قيام. وبدا، لبعض الوقت، أنه حتى المشكلة الدينية قد وجدت حلاً بفضل تنازلات الملكة. ولما حثها مندوبو البابا على إعادة الكاثوليكية ديناً رسمياً للبلاد، أجابت بأن هذا مستحيل في الوقت الراهن، وإلا تدخلت إليزابث بالقوة. ورغبة في تهدئة خواطر البروتستانت الإسكتلنديين، أصدرت ماري في ٢٦ أغسطس ١٥٦١ بياناً يحرم فيه على الكاثوليك محاولة إحداث أية تغييرات في الديانة القائمة، ولكنها طلبت أن يرخص لها هي نفسها في ممارسة الشعائر سراً، وأن يقام القداس في الكنيسة الملكية الخاصة (١٠). يوم الأحد ٢٤ أغسطس أقيم القداس هناك. وتجمع نفر قليل من البروتستانت خارجها وطالبوا "بإعدام القسيس الذي يعبد الأصنام (١١) "، ولكن موري حال دون دخولهم الكنيسة، على حين اقتاد معاونوه القسيس إلى مكان آمن .. وفي يوم الأحد التالي استنكر نوكس سماح اللوردات بالقداس، وأعلن إلى جماعة المصلين في كنيسته أن قداساً واحداً كان أكثر إساءة إليه من عشرة آلاف عدو مسلحين (١٢).
وأرسلت الملكة في طلبه؛ تستعطفه وتناشده التسامح. وفي قصرها، في ٤ سبتمبر، التقت العقيدتان لقاء تاريخياً، لم تصل إلينا تفاصيل ما جرى فيه إلا من تقرير نوكس نفسه (١٣). وانتهرته ماري إثارته الفتنة ضد سلطة أمها الشرعية، ولكتابته "هجومه العنيف" ضد "جماعات النسوة الخاطئات"، الذي أساء إلى كل السيدات اللائى تولين الملك. فأجاب "بأنه إذا كان استنكار الوثنية معناه إثارة الرعايا ضد حكامهم، فهلا يمكن التماس العذر فيه والصفح عنه، فإن الله قد ارتضى … أن أكون واحداً (من بين الكثيرين) ممن أوصدوا أبواب هذه المملكة ضد باطل العقائد البابوية وضد خداع هذا الروماني عدو المسيح، البابا، وغروره وظلمه. أما الهجوم العنيف. فإنه يا سيدتي قد كتب بصفة أخص ضد المرأة الفاسقة في إنجلترا ماري تيودور. ويستطرد تقرير نوكس: