قالت الملكة: هل تظن أن الرعايا قد يقومون في وجه حكامهم؟
فأجاب نوكس: إذا تجاوز الحكام حدودهم، فلا ريب في أنهم يلقون المقاومة، حتى ولو بالقوة.
ونهضت الملكة من مقعدها، وقد تولتها الدهشة .. ثم قالت في النهاية:
حسناً، إذن، أرى أن رعاياي سوف يمتثلون لك وليس لي.
فقال نوكس: إن الله يحرم على أن آخذ على عاتقي أن آمر أحداً بطاعتي، أو أن أترك الناس أحراراً يفعلون ما يشاءون. ولكن رسالتي أن يلتزم الأمراء والرعايا جميعهم بطاعة الله. وهذا الخضوع لله وللكنيسة المجيدة-يا سيدتي-هو أسمى منزلة يمكن أن يحظى بها الإنسان على هذه الأرض.
فقالت: ولكنكم لستم الكنيسة التي سوف أرعاها وآخذ بيدها، سوف أدافع عن كنيسة رومة، لأني أعتقد أنها كنيسة الله الحقة.
فقال نوكس: لن تكل مشيئتك سبباً يا سيدتي، ولن يجعل مجرد تفكيرك أنت من هذه الفاجرة الداعرة الرومانية القرينة الحقة الطاهرة التي تحمل بلا دنس، ليسوع المسيح … ولا تعجبي يا سيدتي لأني أطلق على روما، المومس الفاجرة، لأن هذه الكنيسة ملوثة تلوثاً تاماً بكل ألوان الفجور الروحي.
فقالت: لا يحدثني قلبي بهذا.
ولو كان هذا الحديث منقولاً نقلاً أميناً لكان مواجهة محزنة بين الملكية والديمقراطية اللاهوتية، وبين الكاثوليكية والكلفنية. ولو كان لنا أن نصدق نوكس، فإن الملكة تلقت توبيخات دون أن تقابل الأذى بمثله، ولم تزد على أن قالت:
"لقد جاوزت الحد في إيلامي" وانصرفت إلى العشاء، وذهب نوكس إلى كنيسته. وناشد لثنجتون نوكس أن يعامل الملكة برفق أكثر، لأنها أميرة يافعة لم تخضع لأي تحريض أو إغراء (١٤).
ولم يشعر أتباعه بأنه كان قاسياً عليها. ولما ظهرت في المحافل العامة قال بعضهم بأنها وثنية، وصاح فيها الأطفال بأن الاستماع إلى القداس خطيئة. وأصدر حكام