سألتها فيها أن تسمح "لخدمي البؤساء الذين باتوا بلا صديق أو معين … أن ينقلوا رفاتي ليدفنوها في أرض مقدسة، مع سائر ملكات فرنسا". وقيل إنها في صباح اليوم الذي أعدمت فيه، نظمت باللاتينية قصيدة قصيرة، تشيع فيها كل الحماسة والرشاقة اللتين تتسم بهما ترانيم العصور الوسطى:
يا إلهي لقد وضعت كل أملي فيك
أنقذني الآن يا يسوع العظيم،
إني أرسف في الأغلال وأعاني أشد الآلام، إني أضرع إليك،
متلهفة باكية راكعة، أسبح بحمدك، وأتوسل إليك
أن تخلصني
وطلبت أن يسمح لها بالاعتراف أمام كاهنها الخاص الكاثوليكي، فلم تجب إلى طلبها، وأحضر لها سجانوها بدلاً منه قسيساً أنجليكانياً، فرفضته. وارتدت الملابس الملكية لتقابل بها الموت، وصففت شعرها المستعار بعناية، وغطت وجهها بخمار أبيض، وتدلى من عنقها صليب ذهبي، كما كان في معصمها صليب من العاج. وتساءلت لماذا منعت وصيفتها من شهود إعدامها، فقيل لها إنهن قد يحدثن اضطراباً، فوعدت بأنهن لن يفعلن شيئاً. فرخص لها أن تصحب اثنتين منهن وأربعة رجال، وسمح لنحو ثلاثمائة من الإنجليز بأن يشهدوا تنفيذ الإعدام، في القاعة الكبرى في حصن فوذرنجاي (٨ فبراير ١٥٨٧) وسألها اثنان من الجلادين المقنعين مغفرتها، وتلقياها منها. ولما بدأت وصيفتاها في الصراخ والعويل منعتهما قائلة "لقد تعهدت بالنيابة عنكما"، ثم ركعت وصلت ووضعت رأسها في المقصلة، وسقط الشعر المستعار عن رأسها المفصول عن جسدها، وكشف عن شعرها الأشيب. وكانت في سن الرابعة والأربعين.
الصفح والمغفرة للجميع، والعفو والمغفرة لماري التي بذلت الجهد بشجاعة لتكون ملكة عادلة بهيجة على حد سواء. ولسنا نعتقد أنها، وهي التي سهرت طويلاً على العناية بزوجها حتى استرد صحته وعافيته، كانت قد رضيت عن قتله، ويمكن أن نصفح عن المرأة الشابة التي تخلت عن كل شيء مقابل حب مهماً كان