وصرامته، وترك لنا أربعة مجلدات من "مجموعة القوانين" لا تزال تشكل مرجعاً هاماً في القضاء الإنجليزي (١).
وفي نفس الوقت كان جيمس يتابع مع البرلمان مناقشته التي كان لا بد أن تتمخض في عهد ابنه عن الحرب الأهلية وقتل الملك. إنه لم يكتف بممارسة كل السلطات التي كان هنري الثامن وإليزابث قد سيطرتا بها على مشرعيهما المتذمرين أو الذين روعهم التهديد، إنه صاغ دعاواه على أنها أوامر إلهية. فأعلن إلى برلمان ١٦٠٩:
إن مقام الملكية هو أسمى شيء في الأرض. لأن الملوك لا يقومون مقام الله على الأرض ويجلسون على عرش الله. فحسب، بل إن الله نفسه يسميهم آلهة أو أرباباً .... إن الملوك يسمون بحق آلهة، لأنهم يمارسون شيئاً شبيهاً بالسلطة الإلهية على الأرض. إنكم لو تدبرتم في صفات الله لوجدتموها مجتمعة ومتفقة في شخص الملك. إن الله قادر على الخلق أو التدمير والإفناء، على البناء والهدم، وفق مشيته، يبعث الحياة أو يرسل الموت، يحاسب كل الناس ولا يحاسبه أحد … وللملوك نفس القدرة أو القوة. إنهم يصنعون رعاياهم أو يحطمونهم، ولهم القدرة، ولهم الكلمة العليا على كل رعاياهم، وفي كل الأمور، ومع ذلك لا يحاسبهم أحد إلا الله وحده. ولهم السلطة في أن يجعلوا … من رعاياهم قطع شطرنج يحركونها كيف شاءوا- فالبيدق يطيح
(١) يروي لنا أوبري أن زوجة كوك الثانية-وهي أرملة سيروليم هاتون كانت حاملاً عندما بنى بها كوك؛ وعندما آوى إلى الفراش وضع يده على بطنها فلحظ جنيناً يتحرك؛ فسألها: "ما هذا؟ لحم في الوعاء فأجابت وإلا لما تزوجت طباخاً (هذا تلاعب بالألفاظ في الإنجليزية Cook-Coke) ويمكن أن نضيف أنها كانت قد رفضت الزواج من منافسه بيكون.