رواية شكسبير "حلم ليلة منتصف الليل". بل أنها تنافسها من حيث الشعر. فإن كلورين، بعد أن مات حبيبها الراعي تأوي إلى كوخ ريفي بسيط بالقرب من مقبرته وتقطع على نفسها عهداً ألا تبرحه حتى يوافيها الأجل المحتوم:
سلاماً أيتها الأرض المقدسة التي تحتضن بين ذراعيها الباردتين، أصدق رجل أطعم قطعانه على سهول تساليا الدسمة المثمرة، وهكذا أحيي جدثك، وأوني بنذوري الأولى، وأقدم نظرات الإكبار والإجلال لرفاتك التي لا تزال موضع حبي. وهكذا أحرر نفسي من دفء وحرارة أي حب ينشأ من بعدك، وأودع كل رياضة أو بهجة أو ألعاب سارة، يعتز بها الرعاة. ولن يتوج بعد الآن جبيني بالأكاليل الغضة النضيرة، لأتصدر حلبة الرقص. ولن أفرح أو أبهج بعد اليوم بصحبة الغادات اليانعات والرعاة المرحين، ولا بصوت المزمار ذي الأنغام الغالية السارة في واد ظليل، حين يداعب النسيم العليل الأغصان، ولسوف أكون بمنأى عن هذا كله، ما دمت أنت نأيت عني، يا من كنت أجلس كثيراً إلى جواره السعيد متوجة بالأزهار الناضرة، بوصفي ملكة الصيف، على حين يرتدي صبية الرعاة اللون الأخضر الزاهي المفعم بالحياة، مع المنجل المزوق. والحقيبة المتدلية المصنوعة من الجلد الناعم الجميل. ولكنك وليت، وقد ولت هذه كلها معك، لقد فني كل شيء، اللهم إلا ذكراك العزيزة، التي سوف تبقى من بعدك، والتي سوف تنمو وتنتعش، طالما كانت هناك مزامير تصرخ أو رعاة مبتهجون يغنون.
وألقيت هذه القصيدة الرعوية مرة واحدة ثم اختفت من المسرح. وأي حظ من الطهارة والعفة لمثل هذه التسبيحة، في عصر لا يزال يجيش بانفعالات عهد إليزابث؟