المسورة، لأنها تقلل من نسبة ملاك الأراضي في السكان. واستنكر تركيز الثروة على أنه سبب هام من أسباب الفتن والثورات:
وأول علاج أو مانع لهذه، هو أن نزيل بكل الوسائل الممكنة، السبب المادي … وهو الحاجة والفاقة … ونهتم بكل ما يخدم التوسع في التجارة وتوازنها، وتعزيز الصناعة والقضاء على الخمول، والتبديد والتبذير، بسن قوانين الحد من الإنفاق وتنظيمه. وتحسين التربة وعدم إرهاقها وتحديد أسعار الحاجيات المبيعة وتخفيف الضرائب .... وفوق هذا كله، انتهاج سياسة حكيمة في عدم تجميع ثروات الدولة وأموالها في أيد قليلة .... إن المال مثل السماد، لا خير فيه، إلا إذا انتشر (٦٩).
وارتاب بيكون في البرلمان، بوصفه مشكلاً من ملاك الأراضي والتجار غير المتعلمين المتعصبين أو وكلائهم، وفكر في أن جيمس الأول، بالمقارنة بهؤلاء، متعلم يتحلى بروح إنسانية، بل أن نظرية الملك في "الحكم الاستبدادي المطلق" بدت في نظره خيرة كبديل عن الزمر الجشعة والمذاهب العنيفة. واعتبر-مثل معاصره ريشيليو-أن تركيز السلطة في يد الملك، وإخضاع كبار ملاك الأراضي له، خطوة ضرورية لإقامة حكومة منظمة. وذهب، مثل فولتير. إلى أن تعليم رجل واحد أيسر من تعليم الجماهير. إن الثروة الهائلة الخاصة لم تزعج الملك. وكان جيمس مشدوداً في عناد بالغ إلى التبذير والضرائب والسلام.
وسخر بيكون من "الفلاسفة" الذين "يسنون قوانين خيالية لدول خيالية، إن مقالاتهم أو محاضراتهم، كالنجوم التي لا تعطي إلا قليلاً من الضوء لأنها على ارتفاع شاهق". ولكنه في أيام سأمه، أغرى بأن يصور نوع المجتمع الذي يريده للناس ليعيشوا فيه. ولا ريب في أنه قد قرأ "يوتوبيا" مور (١٥١٦)، وكان كامبانللا قد نشر لتوه كتابه "مدينة الشمس"(١٦٢٣)، والآن في ١٦٢٤