وكان البرلمان أشد قلقاً وانشغالاً بالكاثوليكية منه بالهرطقة. ففي ١٦٣٤ قارب الكاثوليك في إنجلترا أن يشكلوا ربع السكان (١٠)، على الرغم من كل القوانين والأهوال التي كان يقاسيها نحو ٣٣٥ من الجزويت، واعتنق النبلاء البارزون المذهب القديم، وفي ١٦٢٥ أعلن جورج كلفرت، لورد بلتيمور تحوله إلى الكثلكة، وفي ١٦٣٢ منحه شارل مرسوماً بإنشاء المستعمرة التي عرفت باسم ماريلاند. وفي ١٦٣٣ أرسلت الملكة الكاثوليكية هنريتا ماريا إلى روما مبعوثاً يستجدي منصب الكاردينال لأحد الرعايا البريطانيين. وعرض الملك الإنجليكاني أن يسمح بإقامة أسقف كاثوليكي في إنجلترا إذا أيد إربان الثامن خطة شارل في عقد بعض زيجات دبلوماسية (١٦٣٤) ولكن البابا رفض. وطالب الكاثوليك بالتسامح الديني. ولكن البرلمان-الذي يعي في ذاكرته تعصب الكاثوليك، ومذبحة سانت برتلميو، ومؤامرة البارود، والاشمئزاز من إجراء تحقيق في مستندات ممتلكات بروتستانتية كانت يوماً كاثوليكية-طالب، بدلاً من ذلك، بالتطبيق الكامل للقوانين التي صدرت ضد الكاثوليكية. وساد شعور قوي شعاره "لا كثلكة"، وخاصة بين طبقة صغار الملاك والطبقة الوسطى، يعارض بالمثل، تدفق القساوسة الكاثوليك إلى إنجلترا، كما يقاوم ازدياد التقريب بين الفكر والطقوس الأنجليكانية والكاثوليكية.
وتمتعت الكنيسة الرسمية بحماية الدولة لها حماية كاملة. وكانت العقيدة والعبادة الأنجليكانية إجباريتين قانوناً، وجعلت المواد التسع والثلاثون قانوناً من قوانين البلاد ١٦٢٨. وادعى الأساقفة الأنجليكانيون "الخلافة الرسولية"-أي أنهم كانوا قد رسموا بواسطة الرسول، ورفضوا توكيد المشيخيين والبيوريتانيين أن يرسموا الكاهن شرعاً، وكان كثير من رجال الدين الأنجليكانيين في ذاك العصر، رجالاً يتحلون بعلم واسع وشعور كريم. وكان جيمس أشر Usher رئيس أساقفة أرماج Armagh عالماً حقاً، برغم حسابه المشهور (في كتابه Annales Veteris Testamenti، ١٦٥٠) أن الله خلق العالم في ٢٢ أكتوبر سنة ٤٠٠٤ ق. م. -وهذه غلطة في الحساب الزمني جعلت شبه رسمية في طبعات الكتاب المقدس (١٢). ودعا جون