نظمها، وهي في ذلك تشاطر سائر ما للهند من آيات الإبداع في الجهل بأصحابها، وعلة ذلك أن الهند لا تعنى بما هو فرديّ أو جزئيّ؛ وربما يرجع تاريخها إلى سنة ٤٠٠ ق. م (٣٠) أو ربما كانت أحدث من ذلك بحيث ترجع إلى سنة ٢٠٠ م (٣١).
ومشهد القصيدة هو المعركة التي نشبت بين الكوريين والباندافيين؛ والموقف الذي قيلت فيه هو ما أبداه "أرجونا" المحارب الباندافي من رغبة عن قتال ذوي قرباه في صفوف الأعداء قتالاً مميتاً؛ فاسمع "أرجونا" وهو يوجّه الخطاب إلى "المولى كرشنا" الذي كان يحارب إلى جواره كأنه إله من آلهة هومر، لترى كيف يعبر بخطابه عن فلسفة غاندي والمسيح:
"إن الأمر كما أراه هو أن هذا الحشد من ذوي قربانا
قد تجمع هاهنا ليسفك دماً مشتركاً بيننا؛
ألا إن جسدي ليخور وَهَناً، ولساني يجف في فمي …
ليس هذا من الخير يا "كِشاف"! يستحيل أن ينشأ خير
من فريقين يفتك كل منهما بالآخر! انظر،
إنني أمقت النصر والسيادة، وأكره الثروة والترف
إن كان كسبهما عن هذا الطريق المحزن! وا أسفاه،
أي نصر يسرّ يا "جوفندا" وأي الغنائم النفيسة ينفع،
وأي سيادة تعوض، وأي أمد من الحياة نفسها يحلو،
إن كان شيء من هذا كله قد اشتريناه بمثل هذه الدماء؟ …
فإذا ما قتلنا
أقرباءنا وأصدقاءنا حباً في قوة دنيوية
فيالها من غلطة تنضح شراً!
إنه لخير في رأيي، إذا ما ضرب أهلي ضربتهم،
أن أواجههم أعزل من السلاح، وأن أعَرّي لهم صدري،