وبتحريض من القساوسة أيدت إسكتلندة كلها تقريباً هذا الميثاق. وهرب سبوتزوود وكل الأساقفة فيما عدا أربعة، إلى إنجلترا. وطردت الجمعية العامة للكنيسة الإسكتلندية في جلاسجو كل الأساقفة، وأعلنت استقلالها عن الحكومة. وأرسل الملك أوامره بفض الاجتماع، وإلا وجهت إلى المشتركين فيه تهمة الخيانة. ولكنهم واصلوا عقد جلساتهم. وحشد الملك جيشاً قوامه ٢١ ألف جندي تعوزهم الحماسة، سار به إلى إسكتلندة، على حين جمع "الميثاقيون" قوة من ٢٦ ألف رجل ألهبهم الحماس الديني والغيرة الوطنية. وعندما تلاقى الجمعان وافق شارل على عرض القضية على برلمان إسكتلندي حر وجمعية غير مقيدة من الكنيسة الإسكتلندية، ووقعت الهدنة في بروك Berwick في ١٨ يونية ١٦٣٩ وبذلك انتهت "حرب الأساقفة الأولى" دون إراقة دماء. ولكن الجمعية الجديدة انعقدت في إدنبرة في ١٢ أغسطس ١٦٣٩، وأكدت القرارات "الخائنة" التي اتخذت في مؤتمر جلاسجو، وصدق البرلمان الإسكتلندي على قرارات الجمعية. واستعد الطرفان "لحرب الأساقفة الثانية".
ودعا الملك للوقوف إلى جانبه، في هذه الأزمة، رجلاً ثابت العزم كامل المزايا (وكانت هذه الكلمة شعاره) بقدر ما كان الملك متردداً عاجزاً. وكان توماس ونتورث Wentworth قد وصل إلى مقاعد البرلمان وهو في سن الحادية والعشرين (١٦١٤)، وكان غالباً ما يصوت ضد الملك. وكسبه شارل إلى جانبه بتعيينه رئيساً "لمجلس الشمال"، وكافأه على نشاطه في تنفيذ سياسة الملك بضمه إلى مجلس شورى الملك وبعث به نائباً للملك في إيرلندة (١٦٣٢) حيث أخمدت الثورة هناك سياسته "البارعة" التي ارتكزت على كفاية مجردة من الرحمة، وأقامت سلاماً مشوباً بالغضب. وفي ١٦٣٩ عين ارل سترافورد ورئيساً لمستشاري شارل. ونصح الملك بحشد جيش كبير، لقمع "الميثاقيين" ومواجهة البرلمان المتمرد بقوة لا قبل له بمقاومتها. ولكن الجيش الكبير يتطلب اعتمادات من العسير تدبيرها بدون البرلمان. فدعا، على كره منه، برلمانه الرابع، فلما اجتمع هذا "البرلمان القصير"(١٣ أبريل ١٦٤٠) عرض عليه الملك رسالة ضبطت، التمس فيها الميثاقيون نجدة لويس الثالث عشر (٦٧). واحتج الملك بأن له الحق؛ إزاء مثل هذه الخيانة؛