في قصرها. واعترف بيريز بجريمته تحت ضغط التعذيب، ووافق على أن يرد للخزانة ١٢. ٠٠٠. ٠٠٠ مارافيدي. ولكنه فر إلى اراجون بمساعدة زوجته، وهناك طاردته محكمة التفتيش بتحريض فليب باعتباره مهرطقا. ففر إلى فرنسا، وعزا اضطهاده إلى غرام فليب بلا ايبولي غراما لم يسله، وافشى مواطن ضعف أسبانيا الحربي والمال لحكومتي فرنسا وإنجلترا، وحرض ايسيكس على الاغارة على السفن والشواطئ الأسبانية. وأخيرا مات بباريس عام ١٦١١ بعد أن حاول عبثا الحصول على عفو فليب الثالث وحمايته (٣١).
لقد وجد فليب مبررا كافيا لاتباع نصيحة أبيه بالا يثق بمساعديه ذلك أن اشراف الأسبان-كالنبلاء الفرنسيين-كانوا غيورين من سلطة الملكية لا يتورعون عن الكبد للملك. ولقد أبقى على خلافاتهم فيما بينهم، وضرب بعضهم ببعض، وتلقى تقارير ملخصة عن آرائهم المتعارضة، ثم اتخذ قراراته. ولما فقد الثقة في مرءوسيه، أكب بشخصه على دقائق الحكم والإدارة في كي ميدان-في السياسة البابوية، والأشغال العامة، والرذائل المحلية، والطرق والكباري، وتطهير الأنهار للملاحة، وانشاء المكتبات، واصلاح القانون الأسباني وجمعه وتنسيقه، والاشراف على مسح جغرافي وتاريخي واحصائي واسع لأسبانيا ما زالت مجلداته الخمسة عشر ذات القطع الكبير دون نشر (٣٢) -. على أن اضطلاعه بأعباء ينوء بها كل كاهل افضى به إلى سياسة التسويف والتأجيل، فقد لاحظ أن كثيرا من المشكلات تفقد إلحاحها أو معناها إذا أجلت عمدا-ولكن مجرى الأحداث في عدة حالات-كحالة الأراضي المنخفضة- فصل فيها على عكس ما يشتهي بينما هو يزن ما للحلول وما عليها أو يضعها على الرف. وفي مهجعه الملكي كان يملي أو يكتب بيده التعليمات لموظفيه الذين عينهم في خمس قارات. وقد افترض أن السلطة الملكية يجب أن تكون مطلقة، واغفل أو طغى على «الكورتيز» أو المجالس الأقليمية