البابا ليفصل الممتلكات الاسبانية عن البرتغالية، واستعد أقوى ملوك أوربا، الذي ازداد الآن قوة على قوة لتدمير نفسه بغزو إنجلترا.
وبينما كانت إمبراطورية البرتغال تؤول إلى أسبانيا والهولنديين، كان اعظم شعرائها يتغنى بأمجاد فتوحها. هنا أيضا تقوم حواجز القومية واللغة سدا منيعا امام رغبتنا في الفهم. فأنى لقوم لم يربوا على التاريخ البرتغال،. ول أحسوا بمعنى الكلام البرتغالي وموسيقاه، أن ينصفوا لويز فاز دي كامؤيز- المعروف لنا باسم كامؤنش ويوفوه حقه من التقدير.
لقد عاش أغنيته قبل أن يكتبها، كان أحد أجداده جندياً شاعراً مثله، وجدته قريبة لفاسكودا جاما بطل اللوسياد، أما أبوه، القبطان الفقير، فقد تحطمت سفينته قرب جنوه ومات هناك عقب مولد لويز في لشبونة أو كويمبرا. والراجح أن الفتى درس في الجامعة، لأن قصيدته تصدح بأصداء كاتللوس وفيرجل وهوراس وأوفيد. وبدأت تجربته العاطفية في إحدى الكنائس، في لحظة تعبد، إذ تراءت له حسناء «لها وجه ناصع البياض كالثلج، وشعر في صفرة الذهب»، فتحرك فيه هاتف الشعر. ولابد أن بعض شعره ساء القصر، إذ أنه نفي إلى قرية على أعلى نهر تاجه، وهناك حلم بملحمة «تزيد البرتغال فخراً، وتثير حسد أزمير مسقط رأس هومر»(٤٩). ولكن الحكومة التي لم تقدر شعره أرسلته إلى المنفى، أو إلى الخدمة العسكرية في سيته، وهناك فقد احدى عينيه في معركة أو عراك، ولما عاد إلى لشبونة دافع عن بعض أصحابه في مشاجرة، وطعن رجلاً من الحاشية، فزجوه في السجن ثمانية أشهر، ثم أفرج عنه في أغلب الظن بعد تعهده بالانخراط في سلك الجندية خارج البرتغال. وفي ٢٦ مارس ١٥٥٣ أبحر إلى الهند جندياً عادياً على سفينة أمير الأسطول فرناو ألفاريس كابرال، وكان يومها في التاسعة والعشرين من عمره.
واحتمل ضجر الليالي الرطبة في الرحلة التي استغرقت نصف عام ينظم