للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القسمين الأولين من اللوسياد. وفي سبتمبر رست السفينة على جوا، وهي «سدوم» البرتغالية في الهند. واشترك في حملات كثيرة. على ساحل مليار وتجاه شواطئ جزيرة العرب، وفي ممبسة، وفي جزر الهند الشرقية، في مكاو، «سدوم» البرتغالية في الصين، وهو يصف نفسه ملوحاً بالسيف في يد، وبالقلم في الأخرى، ولقبه رفاقه بـ «ترنكافورتيس» -أي المتفاخر الطائش-ولعلهم احترموا سيفه أكثر من قلمه. وفي مكاو إلى اليوم غار يرى للزائرين على أنه المكان الذي كتب فيه كامؤنش بعض قصيدته. وتروي قصة غير مؤكدة أنه اعيد من مكاو في الأغلال بعد أن قبض عليه لأسباب لا نعرفها. وتذكر قصة أخرى (جردته من أغلاله) كيف تحطمت سفينته تجاه ساحل كمبوديا فسبح لويز إلى الشاطئ وملحمته بين أسنانه (٥٠). على أنه فقد في غرق السفينة خليلته الصينية المحبوبة. وبعد أشهر من الشقاء وجد طريقه إلى جوا، ولكنه طرح في السجن هناك. وأفرج عنه، ثم ردّ إلى السجن بسبب الدين هذه المرة. وأطلق حاكم صديق سراحه، واستطاع الشاعر أن يستمتع برهة وجيزة بالحياة وبشتى الخليلات من كل لون. وفي عام ١٥٦٧ اقترض بعض المال واستقل مركباً إلى البرتغال، ونفذت نقوده في موزمبيق، فتسكع في الفاقة عامين. ودفع بعض الأصدقاء العابرين ديونه واجرة سفره وعادوا به لشبونة آخر المطاف (١٦٧٠)، وهو لا يملك من حطام الدنيا غير قصيدته. وأجري عليه الملك سباستيان معاشاً متواضعاً. وأخيراً وصلت القصيدة إلى المطبعة (١٥٧٢)، واتيح لكامؤنش أن يعيش في الفقر مع السلامة ثماني سنوات. ومات في لشبونة عام ١٥٨٠، ودفن مع غيره من ضحايا الطاعون في مقبرة مشتركة. وتحتفل البرتغال بذكراه في ١٠ يونيو، وهو يوم عطلة تذكارية، وتعتز بقصيدته «أوس لوسيادس» ملحمة قومية، وعنوانها معناه «البرتغاليون» وقد اخذ كامؤنش لفظ لوسيا من الاسم الروماني القديم للجزء الغربي من اسبانيا وهو لوزيتانيا.