للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوليفارس توحيد الأمتين واللغتين، واستولت أسبانيا على معظم المكاسب. التي غلتها مستعمرات البرتغال وتجارتها، أما الإنجليز والهولنديون، الذين كانوا في حرب مع أسبانيا، فقد اسروا البرتغاليين، كما أسروا الأسبان، أو نهبوا ممتلكاتهم وأسواقهم وأساطيلهم. وملأ الأسبان المناصب البرتغالية، وملأ الأسبان الكراسي الدينية البرتغالية، وألقت محكمة التفتيش حجاباً كثيفاً على الأدب والفكر البرتغاليين.

وكان سخط الشعب يزداد كلما هبط الدخل القومي، حتى انتهى الأمر بأن قاد الأشراف والأكليروس الأمة المحنقة إلى الثورة. وأعلن الوطنيون بتشجيع من إنجلترا وريشليو، يوحنا دوق براجانزا ملكاً على البرتغال (١٦٤٠). وارسلت فرنسا والهولنديون أساطيل إلى نهر تاجه لتحمي البرتغال. وكانت الحرب الخارجية قد أرهقت أسبانيا إلى حد أعجزها عن تدبير المال أو الرجال لقمع انتفاضة جارتها، ولكن حين خفت الضغوط الأخرى عليها، جردت على الحكومة الجديدة جيشين عدتهم٣٥. ٠٠٠ مقاتل (١٦٦١). ولم يكن في طاقة البرتغال أن تحشد أكثر من ١٣. ٠٠٠ جندي، ولكن تشارلز الثاني ملك إنجلترا أرسل إلى البرتغال قوة يقودها القائد الألمعي فريدريك شومبيرج، وذلك لقاء عروس هي كاترين أميرة براجانزا، ولقاء مهر أجمل من العروس، ومعاهدة رابحة تبيح التجارة الحرة مع الموانئ البرتغالية في جميع القارات. وهزم الغزاة الأسبان في أيفورا (١٦٦٣) ومونتس كارلوس (١٦٦٥)، وفي عام ١٦٦٨ اعترفت أسبانيا المنهوكة القوى باستقلال البرتغالز