للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظهيرة ينهلون من هذه المتع التي أحجبت فينوس فيها، والتي يؤثر الرجال أرتشافها على ذمها، بل يؤثرون ذم الذين لا يستطيعون تذوقها (٥١)».

ومخافة أن يشكو بعض البرتغاليين من أن في هذه الأبيات إهانة لمبدأ الزواج بامرأة واحدة أكد لنا كامؤنش أن هذا الغرام ليس إلا رمزاً، وأن الحوريات «لسن إلا جوائز … ترفع بها الحياة وتهذب» (٥٣) أيا كان الأمر، فإن البحارة يتعثرون رمزيا عائدين إلى سفنهم، ويجد الأسطول طريقه عوداً إلى لشبونة. وتختم القصيدة يتوسل إلى الملك أن يحسن جزاء الكفايات أينما كانت، وليس اقلها جدارة بالمكافأة هذه الأغنية الوطنية.

ويستطيع القارئ الاجنبي، ولو خلال ضباب الترجمة، أن يشعر بما في هذه القصيدة الرائعة من موسيقى رقراقة ونشوات غنائية، ويحس بالدم الدافئ الذي يجري في عروق جندي شاعر ينقل لنا صلابة البرتغاليين وتاريخهم الحافل بالمغامرات في أيام التوسع تلك. ويروى أن تاسو قال إن كامؤنش هو الشاعر المعاصر الوحيد الذي لا يقيس نفسه به قياس بالمطمئن الواثق؛ وقد فضل لوبي دي فيجا القصيدة على الإلياذة والأنيادة، يوم لم يكن بين الأسبانية والبرتغالية ما بينهما الآن من بون شاسع (٥٣). واليوم تعد القصيدة رباط وحدة، وراية فخر ورجاء، أينما نطق الناطقون بلغة كامؤنش-في لشبونة الجميلة، وفي جوا ومكاو المنحطتين، وفي البرازيل النشيطة، المتفتحة، الرخية.

وروى أن كامؤنش قال حين نمى إليه استيلاء فليب على البرتغال، وكانت هذه آخر كلماته قبل أن يلفظ انفاسه الأخيرة «لقد أحببت وطني حبا يجعلني أموت معه (٥٤). لقد سارت أمور هذا الوطن الأسير سيراً لا بأس به في حياة فليب، ولكن خلفاءه حنثوا بعهوده. واقترح