للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغاية، ويشب أشد توحشا من أي وحش طليق. على أن الملك يلين في شيخوخته، فيدعو ولده للحضور ومشاركته العرش، ولكن سجسموند الذي لم يدرب على الحكم يقاتل بضراوة وفي عنف أخرق يكره أباه على تخديره حتى يخضع. فإذا افاق وجد نفسه قد عاد إلى كهفه واغلاله في الغابة. ويقال له إن سلطانه الأخير لم يكن غير أضعاف احلام، فيصدق، ويتكلم كما تكلم رتشرد الثاني المهزوم في مسرحية شكسبير:

لا ريب في أن الحياة في وميض

هذه الدنيا ليست سوى حلم!

يحلم النائم بما هو عليه ولا يفيق إلا

حين يفاجئه الموت بصحبه الحافل بالأسرار

فالملك يحلم بأنه ملك

وعلى هذا النحو الخداع

يعيش ويحلم بسطوة الملوك،

ولكن كل الهتافات التي تجلجل من حوله

تتخذ لها أجنحة وتطير في الهواء

لأنها وليدة الهواء

ثم يذيب الموت كبرياءه وأبهته

فيحيلها - وا أسفاه-رمادا في رماد

فمنذا الذي يشتهي التاج

وهو يرى أنه لا محالة مفيق

من حلمه وراء باب الموت؟

قصارى القول أن الناس في كل الأرض

يحلمون أيا كان مولدهم …

فما الحياة؟ خيال يتراءى،

سراب يترقرق كاذبا،