فاقترح على الملكة الأم شتى الاصلاحات: أن يختار الشعب جميع رعاته الدينيين؛ وأن يختار الرعاة وأشراف الأسقفيات أساقفتهم؛ وأن يخصص ثلث الإيرادات الكنسية لإعانة الفقراء، وثلث آخر لبناء الكنائس والمستشفيات والمدارس؛ وأن تقتصر تعاليم الكنيسة على الأسفار المقدسة (٢٥) وكان في هذا من التقدمية أكثر قليلاً مما تطيقه كاترين، مع حاجتها الماسة لأموال الكنيسة. فهدأت ثائرة الهيجونوت بالإفراج عن كونديه السجين وحض البابا بيوس الرابع على السماح بإزالة الصور والتماثيل الدينية من الكنائس ومناولة الأسرار المقدسة بالخمر كما تناول بالخبز (٢٩). وفي ٢٨ يناير ١٥٦١ أفرجت عن جميع الأشخاص الذين اعتقلوا لـ «جرائم» دينية، وأمرت بإنهاء كل الاضطهادات بسبب الدين حتى إخطار آخر. وفي الحادي والثلاثين من يناير أجلت اجتماع مجلس الطبقات إلى مايو حين ينعقد ويسد حاجتها للمال.
واغتبط الهيجونوت وتمددوا في دفء هذه القرارات. ففي ٢ مارس عقدوا في بواتييه مجمعهم القومي الثاني. وراح القساوسة البروتستنت يعظون دون تحرج في مساكن كونديه وكوليني بلاط فونتنبلو. وفي كاستر بجنوبي فرنسا خصت الانتخابات البلدية (١ يناير ١٥٦١) البروتستنت بجميع الوظائف، وما لبث أن صدر الأمر لجميع المواطنين بحضور الخدمات الدينية البروتستنتية (٢٧)، وحظراً الخدمات الكاثوليكية، وحكم على الصور والتماثيل الدينية رسمياً بالإتلاف والتحطيم (٢٨). وفي آجن ومونتوين استولى الهيجونوت على الكنائس الكاثوليكية غير المستعملة. فشكل حاكم القلعة الهرم آن دمونمورنسي هو ودوق جيز ومارشال دسانت أندريه «حكومة ثلاثية» لحماية المصالح الكاثوليكية (٦أبريل ١٥٦١). وتفجر الشغب في باريس، وروان، وبوفيه، وغيرها. وأصدرت الملكة «مرسوم يوليو»(١٥٦١) الذي حظر العنف وخدمات الهيجونوت الدينية العلنية وتجاهل الهيجونوت المرسوم، وهاجموا المواكب الكاثوليكية في