إلى دماء وسلاح الهيجونوت والكاثوليك على السواء-فالخطر من الخارج يتطلب السلام في الداخل.
بهذا المزاج استعدت هي ومستشارها لوبيتال للاجتماع بمجلس طبقات الأمة في أورليان. ولم تكن «أقاليم» بل كانت «طبقات»: النبلاء، والأكليروس، وبقية فرنسا ممثلة في الطبقة الثالثة-وهي أساس البورجوازية أو الطبقات الوسطى ساكنة المدن الكبيرة والصغيرة، ولكنها تضم أيضاً في تمثيل متواضع الفلاحين والبرولتاريا الناشئة. ولم يكن للمندوبين نظرياً أي سلطة تشريعي لأنهم انتخبوا بالقوى المحلية والطبقية لا بأي اقتراع واسع، وكل ما كان لهم ن حقوق هو حق إسداء النصيحة للملك، على أن حاجته للمال عززت هذه النصيحة بعض التعزيز.
وافتتح لوبيتال الدورة (١٣ ديسمبر ١٥٦٠) بدعوة مثالية للتسامح من الفريقين. وقال مناشداً إن وظيفة الحكومة هي حفظ السلام والنظام والعدالة بين جمع المواطنين دون تحيز ودون نظر لآرائهم الدينية، ومن المرغوب فيه أن يكون الفرنسيون جميعاً على دين واحد، لآن هذا من شأنه أن يعين على الوحدة والقوة القوميتين، ولكن إذا لم يكن في الاستطاعة بلوغ هذا الاتفاق العام بالوسائل السلمية، فالتسامح إذن خير وأبقى. فمنذا الذي يعرف ما الهرطقة وما الحق؟ «أنت تقول إن دينك أفضل الدينين، وأنا اقول كذلك عن ديني، فهل اعتناق رأيك معقول أكثر من اعتناقك رأي؟ … فلننه إذن هذه الأسماء الشيطانية، وهذه البطاقات الحزبية والشيع والتحريضات على الفتنة-اللوثريين، والهيجونوت، والكاثوليك؛ دعونا نغير أسماءنا إلى مسيحيين (٢٣)»
ولكن الاستجابة لم تكن حارة. وطالب فقيه من لاهوتي السوربون-وهي يومئذ كلية اللاهوت في جامعة باريس-بالموت جزاء لكل المهرطقين، ونصح مندوب البابا كاترين بأن تبدأ بحرق جميع المندوبين الهيجونوت، ثم تثني بجميع الهيجونوت في أورليان (٢٤). أما المندوبون الهيجونوت